الثلاثاء  24 كانون الأول 2024

كاتب عالم التفاهة والجهل.. وفاة الكاتب التشيكي ميلان كونديرا

2023-07-12 01:26:04 PM
كاتب عالم التفاهة والجهل.. وفاة الكاتب التشيكي ميلان كونديرا
ميلان كونديرا

تدوين يحدث الآن 

توفي اليوم الكاتب والروائي ميلان كونديرا، الفرنسي من أصول تشيكية عن عمر يناهز 94 عاما.

ميلان كونديرا، هو كاتب وفيلسوف تشيكى، ولد في الأول من نيسان عام 1929، لأب وأم تشيكيين. كان والده لودفيك كونديرا، عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو. تعلم ميلان العزف على البيانو من والده، ولاحقا درس علم الموسيقى والسينما والآدب، تخرج في العام 1952 وعمل استاذاً مساعداً، ومحاضراً، في كلية السينما في أكاديمية پراگ للفنون التمثيلية، في أثناء فترة دراسته، نشر شعراً ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الادبية.

التحق بالحزب الشيوعي التشيكي في العام 1948 ولكنه فُصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، ولكنه عاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب ولكنه فُصل مرة أخرى عام 1970.

نشر في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافى، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام الا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.

فقد كونديرا وظيفته عام 1968 بعد الغزو السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمى ربيع براغ،اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنين، وعمل استاذاً مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك بعد إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978 كنتيجة لكتابته كتاب الضحك والنسيان. تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا كائن لاتحتمل خفته التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاًن لما فيها من تأملات فلسفية تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة.

في عام 1995 قرّر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته «البطء». وفي هذا السياق قال فرنسوا ريكار في المقدمة التي كتبها عن كونديرا في «لابليياد» انّه حقق معادلة غريبة بعد كتابته بالفرنسية، إذ شعر قارئ كونديرا بأنّ الفرنسية هي لغته الأصلية التي تفوّق فيها على نفسه. وعنه أيضاً يقول الكاتب البريطاني رينيه جيرار: «انّ المدرسة الأدبية التي ينتمي اليها كونديرا ليست إنكليزية على الإطلاق لكونها لا تولي موضوع العمل أو مضمونه الأولوية، بل الأهمية تكمن في الأسلوب الإبداعي والعمارة الأدبية في شكل عام. وعندما قرأت كونديرا في بودابست قرّرت أن أصبح روائياً تحت تأثير الدهشة والإعجاب بهذا الإبداع. قرّرت أن أكتب وإنما تبعاً لمنهج المدرسة الأوروبية وليس البريطانية»

أهم مؤلفات ميلان كونديرا

غراميات مضحكة:

تعتبر نقطة انطلاق أعمال كونديرا الروائية، يناقش فيها الحب والإخلاص، الهوية وأسرارها، القمع السياسي، سوء التفاهم، بأسلوبه الفكاهي الذي يميزه، فيدفع كونديرا القارئ إلى التفكير في تعقيدات العلاقات الإنسانية، خاصة العلاقات بين الأزواج.

المزحة:

تتضمن نقد لاذع للحكم الشيوعي والتناقض الذي عاشته البلاد خلال فترة حكمه ما بين الدعوات التقدمية والواقع الرجعيّ، لم يُسمح بنشر الرواية إلا بعد ربيع براغ.

الضحك والنسيان:

لا يمكن تصنيفه كرواية، إذ لم يعتمد كونديرا حبكة تجمع بين أجزاء الكتاب، إنما جعل من الضحك والنسيان الذي اتخذه عنوانًا لكتابه الرابط الذي يجمع القصص التي يحكيها.

الخلود:

يتحدث فيها كونديرا خلود الكائن وعمله بحكايات تبدو للقارئ أنها منفصلة، لكنه يربط بينها خلال الرواية بطريقة مدهشة لتتمحور الرواية حول موت أنييس المفاجئ، الذي يصبح الحدث الرئيسي للرواية.

 البطء:

تتحدث عن قصتي حب تدوران في عصرين مختلفين، الأولى في العصر الثامن عشر الذي شهد التحرر والانفتاح وتتميز ببطئها وبنكهتها الخاصة، أما قصة الحب الثانية فكانت في العصر الحديث سريعة وتميل إلى السخرية.

كائن لا تحتمل خفته:

قام كونديرا في هذه الرواية بتجسيد صورة الخائن بالشخص الذي يتمتع بالخفة، تدور الرواية على خلفية أحداث سياسية -ثقيلة كما يعبر عنها- تتمثل في اجتياح روسيا للتشيك خلال الحرب العالمية الثانية، وانتشار النظام الشيوعي الثقيل أيضًا من وجهة نظر كونديرا، تم تحويل الرواية إلى فيلم.

الجهل:

تتحدث عن الوطن والمنفى، من خلال شخصيتان اُبعدا عن وطنهما، تناقش المشاعر المتضاربة بعد عودتهما بإجازة إلى الوطن، يشوه التناقض في الأحاسيس الصورة الموجودة في مخيلتهما عن وطنهما.

الهوية:

تتناول موضوع الهوية الإنسانية من حيث صعوبة تكوينها وسهولة هدمها.

فالس الوداع:

 تناقش الصراع بين الفكر الماركسي الشيوعي والفكر الرأسمالي الليبرالي، وتطرح أفكار ما بعد الحداثة، وتتابع التغيرات النفسية التي تطرأ على شخصياتها نتيجة الأحداث السياسية والمجتمعية التي تدور حولها.

عالم التفاهة:

كل ما في الرواية يتخذ صورة العبث اللانهائي، حيث يؤمن كونديرا أن ما يتبقى من حياة الإنسان هو التفاهة، التفاهة التي تجعله اقل أهمية، وأكثر حرية، يمتزج التاريخ والفلسفة والهزل في هذه الرواية.