الأربعاء  20 آب 2025

ما زلنا هنا: شهادات من طلاب جامعات غزة عن الصمود والحزن والأمل الذي لا يُقهر

2025-08-20 03:30:51 AM
ما زلنا هنا: شهادات من طلاب جامعات غزة عن الصمود والحزن والأمل الذي لا يُقهر

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا باللغة الإنجليزية كتاب بعنوان "We Are Still Here" (ما زلنا هنا)، وهو مختارات أدبية تتضمن أصواتا فلسطينية شابة من طلاب جامعات غزة الذين دمرت آلة الحرب الصهيونية مؤسساتهم التعليمية، وحولتها إلى أنقاض، إلى جانب قتل واستهداف العديد منهم ومن الأكاديميين العاملين في تلك المؤسسات.

الكتاب الذي جاء في 188 صفحة، حرره كل من يعقوب نوريس (Jacob Norris) وزاهد برانجول (Zahid Pranjol)، ويُعد توثيقا أدبيا مباشرا لمعاناة وواقع الطلبة الفلسطينيين في ظل الحصار، والدمار، والاقتلاع القسري من التعليم والحياة.

ويضم "ما زلنا هنا" نصوصا متنوعة لطلاب من جامعات غزة، تتراوح بين القصص القصيرة والطويلة، والقصائد، والمقالات، والشهادات الشخصية. وتتميز هذه الكتابات بكونها خامة، غير منقحة، وشجاعة، خرجت من عمق الإبادة والتهجير والحزن، لا كمجرد تأملات لاحقة أو تحليلات بعيدة، بل ككلمات حية توثق اللحظة. وتُمثل هذه النصوص بصيص أمل أخير في إيصال أصوات الكتّاب إلى العالم، ومقاومة أخيرة من خلال التعبير.

وقد أشاد عدد من الأكاديميين والمثقفين بالكتاب، حيث وصفه البروفيسور إيلان بابيه، أستاذ في كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر  بأنه "مجموعة مؤثرة، مؤلمة، ومع ذلك مفعمة بالأمل من الجيل الشاب في غزة"، مؤكدا أن "الصمود لم يكن يومًا بهذا الوضوح والقوة".

من جانبه، قال الأستاذ الدكتور عمر خليل ملاد، رئيس جامعة الأزهر–غزة: "في قلب المعاناة، تولد الكلمات ومن تحت الركام، تنهض الإبداعية. هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من الصفحات المكتوبة؛ بل هو صدى لأرواح صامدة، وصرخات لأقلام تحدثت حين صمتت الأصوات".

كما علقت المخرجة ومؤسسة مشروع "افتحوا بيت لحم" ليلى صنصور قائلة: "ما زلنا هنا ليس كتابا عن الحرب بل هو كتاب عن البقاء على قيد الحياة بعد أن قرر العالم أنك قد انتهيت. كُتب في غرف قد لا تكون قائمة بعد. هذه الصفحات هي رسائل من حافة الحاضر: رسائل من الجوع، وشذرات من حياة قُطِعت، ولمحات من أمل لا يلين يحترق في وهجه. لن تخرج من هذا الكتاب وأنت تشعر بالراحة أو النهاية، بل سيبقى معك طويلًا بعد أن تطوي صفحته الأخيرة".

وفي تعليقها على الإصدار، قالت الكاتبة غادة كرمي: "تأملات غزة المؤثرة هذه، شعرا ونثرا، من وسط الإبادة الجماعية، هي في آنٍ معا مفجعة ومليئة بالحياة والأمل. قد تكون إسرائيل قد قتلت جسديا العديد من هؤلاء الكُتّاب الشباب، لكنها لن تقتل كلماتهم، التي ستظل حية في هذه المجموعة القوية من كتاباتهم".