تدوين-مثنى النجار
من داخل خيمته، يواصل الفنان التشكيلي علاء أبو سيف، ابن مدينة خانيونس، رحلته الإبداعية في رسم واقع الإنسان والمكان في غزة، وكأنه يقاوم العتمة بالنور وريشته.
تنتمي أعمال أبو سيف إلى مدرستي التعبيرية والسريالية، حيث تتجاوز لوحاته البصر لتخاطب الروح، حاملة أبعادا إنسانية عميقة تعبّر عن الألم والتمسّك بالأمل في آن واحد.
في لوحاته، تظهر الأشجار متجذّرة بالأرض، رمزية لارتباط الفلسطيني بأرضه، وكأن الموت وحده قادر على اقتلاعه. بينما تتجسد الأجساد النحيلة الممتدة نحو الأعلى، برؤوس منحنية، كأرواح عالقة بين الانكسار والتوق إلى الحرية، في مشهد يصوّر القيود التي لا تُرى ولكن تُثقل الوجدان.
كل لوحة يبدعها علاء أبو سيف هي صرخة صامتة، توثّق لحظة من الألم، وتطرح تساؤلات وجودية، لتؤكد أن الإنسان في غزة، رغم محاولاته المستمرة للنهوض من تحت الركام، يظل محاصرا بواقع قاسٍ لم يختره.
ويعبر أبو سيف عن هذا الإحساس بقوله:"الإنسان قواعد الأرض. نعود إلى بيوتنا فنجدها مهدمة، فنبحث عن الحنان والدفء فى جوانب البيوت، ونبني خيمة بجوارها، فيأتي الاحتلال ويأمرنا بالإخلاء. نفضل أن نموت مزروعين في مكان بيوتنا، على أن نفرّط بجزء بسيط منها".
ويُعد أبو سيف واحداً من بين 39 فنانا وفنانة فلسطينيين اختارتهم مجموعة "حواف" عبر مشروع "متحف السحاب" للحصول على منحة إنتاج طارئة، تهدف إلى دعم الفنانين المبدعين في غزة.
وقالت المجموعة، التي فتحت باب المشاركة في نيسان 2025: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار هذا العدد الكبير من الفنانين الفلسطينيين من خلال دعوة مفتوحة، ونحن فخورون للغاية بمرافقتهم خلال الأشهر القادمة أثناء قيامهم بإنتاج أعمال فردية أو المشاركة في ورش عمل".
وأشارت إلى أن هذه الأعمال ستُضاف لاحقا إلى مجموعة "متحف السحاب"، لتكون المحتوى الفني الأول لمشروع جديد تعمل عليه المجموعة منذ عدة أشهر.
وأضافت المجموعة في بيانها: "نهنئ جميع المشاركين! فنّكم أداة قوية ودليل على الصمود في وجه الوضع الكارثي المتزايد في غزة وفلسطين. الآن أكثر من أي وقت مضى، صوتكم وفنكم لهما أهمية بالغة".