تدوين- يحدث الآن
تنطلق فعاليات مهرجان أيام الجولان الثقافية الأحد القادم 30 تموز، للسنة الثالثة على التوالي، وفق رؤية ترتكز على توفير مساحات لممارسات ثقافية تنطلق من تجارب واحتياجات الجولانيين، وخدمة لمصالحهم في سياق تعمل فيه منظومات القهر بشكل ممنهج ومُمأسس على الهَيمَنة على الواقع وقراءتهم لهم.
وقال فريق المهرجان، إن المنظومة تحاول بشكل مستمر جعل الممارسات الثقافية سلعاً تُباع وتُشترى، وتحويل أي سعي لتصورات بديلة أمرا مرهقا يستنفذ الطاقات.
وأشار فريق المهرجان إلى أن التواجد والمساهمة في حيز الثقافة بشكل عام يحميه من استحواذ منظومات القهر عليه، وبالتالي يمكّن من تكوين ممارسات ثقافيّة تشبهنا وتغذّينا بدلاً من الحفاظ على قَهرنا.
كما أشار إلى أن الممارسات الثقافية ترتبط بالممارسات التحرُّريِّة والمناهِضة للاستعمار، فمثلا، حيّز الجولات الميدانيّة والمساحات الفنيّة والأدبية، يوصِّف المُجتَمع والواقِع، وبالتالي يكوّن التجربة المعاشة، ويساهم بشكل مباشر في تكوين حس الـ "نحن" الوعي الجمعي والهوية والرواية، كما يتيح التفكير بالقضايا ومراجعة الأولويات ومحدّداتها. بينما الحوارات والمناقشات تساهم في بناء معرفة جمعية وفي تطوير الشبكات والقدرات الجماعية الكامنة.
ويرى فريق المهرجان أن هذه الممارسات تدفع لطرح تساؤلات ونقاشات عن ماهيّة الثقافة ومُمارساتها، وعن أهدافها ووظائفها الاجتماعية. كما تبلور هذه الحوارات مناهج الخوض في صيرورات للتعلُّم المشترك والتخيُّل، الذي بدوره يمهِّد الطريق للمبادرة والبناء، ويعود ليبلور الممارسات الثقافيّة من جديد. لتصبح الثقافة بهذا المعنى فعلاً من أفعال صناعة الحياة.