تدوين- يحدث الآن
حكم على الشاعر التونسي سامي الذيبي بالسجن ثلاثة أشهر بعد إيقافه منذ أيام، وذلك بسبب شكوى تقدمت بها وزارة الثقافة التونسية التي يعمل الشاعر فيها، بعد تدوينة كتبها على صفحته على فيسبوك، ينقد فيها وزيرة الثقافة.
وقد سلط قرار بسجن الشاعر التونسي سامي الذيبي، الضوء على وضع الحريات في البلاد وجدد النقاش الدائر حول الحد الفاصل بين حرية التعبير من جهة والذم والقدح من جهة أخرى.
وقضت المحكمة الابتدائية بتونس بالسجن ثلاثة أشهر في حق الشاعر والأستاذ الجامعي على خلفية تدوينة انتقد فيها وزيرة الثقافة، وفق ما ذكره محاميه لوسائل إعلام محلية.
وقد تفاعل الوسط الثقافي التونسي مع حكم وُصف بـ “الجائر” ضدّ الشاعر سامي الذيبي.
ولفت رحال الجلالي في منشور على فيسبوك، أن الأمر يتعلق بـ”شكاية تقدّمت بها وزيرة الثقافة حياة القرمازي” والتي تأتي على خلفية تدوينة للشاعر في موقع التواصل فيسبوك.
يُشار أنه بتاريخ، الإثنين 31 يوليو المنقضي، صدرت بطاقة إيداع بالسجن في حق الشاعر التونسي سامي الذيبي، على خلفية الشكاية المذكورة.
وزيرة الثقافة تتحدث عن “مغالطات”
تفاعلا مع الحكم الصادر في حقّ الشاعر التونسي، عقّبت وزارة الثقافة في بيان مثير للجدل أصدرته الأحد، 6 أغسطس، أكدت فيه أنّ “ما يتداول في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من تعرض بعض أعوان وزارة الشؤون الثقافية للهرسلة والعقوبات الإدارية على خلفية مقالات رأي ومواقف تدخل في إطار حرية التعبير، هو مغالطات”، على حدّ تعبيرها.
وأفادت الوزارة في ذات البيان أنّ “فبركة مثل هذه الأخبار الزائفة وترويجها لتشويه عمل الوزارة وإطاراتها، أمر بالغ الخطورة سيّما وأنه يهدف إلى بث البلبلة والتأجيج والتأثير بصفة سلبية في الرأي العام وتوجيهه”.
“مؤكدة أنّ “الإجراءات التأديبية المتخذة ضد 9 من موظفي الوزارة كانت بسبب خرقهم للواجبات المحمولة عليهم كأعوان عموميين ولم تكن أبدًا على خلفية صفاتهم الإبداعية أو النقابية أو للحد من حرية الرأي أو الفكر أو التعبير لديهم أو للتغطية على ملفات الفساد كما يدّعون”.
غضب وتنديد
تفاعل واسع وتضامن كبير حظي به الشاعر التونسي سامي الذيبي من قبل زملاء له ونشطاء من الوسط الثقافي في تونس.
وعلّقت المدونة سمر المصمودي “لا خير في دولة تسجن نخبتها”.
وأضافت “الأستاذ سامي الذيبي يسجن لمدة ثلاثة أشهر بسبب تدوينة فيسبوك..تبا لوزارة لا تحترم أبناءها..تبا لسياسية تكميم الأفواه”.
وتضامناً مع الذيبي، كتب “وليد الطبيب” منشورا على فيسبوك قال فيه: “الحكم على صديقنا سامي الذيبي ب 3 شهور حبس مع النفاذ العاجل.. للناس الي تروج وتشكر في الوزيرة وسحبت الشكاية.. راهو في قانون الوظيفة العمومية 3 شهور سجن تساوي العزل من الوظيفة.. يا للعار يا للعاااار”.
وفي ذات الصدد أيضاً، كتب “فايز العباس” على فيسبوك “بعد ممارسات كثيرة وضغوط من قبل وزارة الثقافة متمثلة بوزيرتها على الكتّاب والمثقفين التوانسة، وقيادة حملة تدخلات في أخص خصوصيات الكتّاب (بحسب الصديق سامي)، ولأنّه حرٌّ، وبعد كثير من المساجلات؛دوّن الشاعر سامي الذيبي تدوينة على الفيس بوك يشتم فيها بشكل انفعالي وزيرة الثقافة، دون ذكرها بشكل مباشر”.وتابع “لأنني أعرف سامي وأشهد بنزاهته وشجاعته ومكانته المشهود له بها في تونس عامة وخاصة، ولأنه كذلك لم يسكت وقال جهراً ما يقوله الجمع في الأحاديث البينية، ولأنّ خصمه ليس أحداً عاديّاً؛ أسانده وأقف معه قلباً وقالباً. تباً للوزارات التي تحارب من عليها أن تدعمه. تباً لإسكات الكلمة”.
وتابع “زياد البوبكري” على صعيد متصل “من باب المفارقات و التناقضات العجيبة في تونس بلد الحرية و ثقافة لليري يمما وزارة الثقافة تكم الافواه و تقمع النقد و تنكل بحرية التعبير في غياهب السجون”.
“محمدي نعمان” كتب هو الآخر: “مازال سامي الذيبي رهن الإيقاف و على قيد الأمل …أمل في تونس أجمل …امل في تونس واحدة تجمع كل التونسين .تونسنا اليوم تونسان : تونس و تونس الأخرى ….سامي من تونس الأخرى. هذاكا علاش برشا تقلقهم الجملة هذي : الحرية لسامي الذيبي. الحرية لسامي الذيبي الشاعر و الدكتور و المفكر والمثقف العضوي. سامي جلستو نهار الإثنين المقبل …سامي محال على معنى الفصل 86 من مجلة الإتصالات”.