تدوين-ذاكرات
نشرت صحيفة فلسطين الصادرة في يافا في عددها 286 بتاريخ 5/11/1913 تقريرا نُشر في مجلة صدى الصهيونية عن تقارير قدمها الدكتور روبين مدير الوكالة الفلسطينية في يافا لأحد المؤتمرات الصهيونية يتحدث فيها عن ما حققوه من تقدم في مجالات الزراعة والبناء والهجرة.
صدى الصهيونية
هو اسم مجلة مقتصرة على المباحث الصهيونية وقع إلينا العدد الاخير منها الصادر في تشرين الأول فوجدنا فيه عن المؤتمر الأخير الصهيوني أموراً جديرة بالذكر لم تسلمنا عليها حتى الآن الجرائد الغربية من إسرائيل، فاقتطفنا منها قليلاً من كثير يتعلق ببلدتنا يافا وبالقدس ننشره في هذا العدد وربما عدنا إلى نشر خلافه في عدد آخر:
-بيان الدكتور روبين-
الدكتور روبين هو معتمد بلدتنا يافا ومدير «الوكالة الفلسطينية» التي أنشأتها الجمعية الصهيونية في فلسطين. وقد كان موضوعه في البيان الذي قدمه للمؤتمر المشروعات التي أتمتها هذه الوكالة، فذكر أولا أن المهاجرين الذين أسسوا المستعمرات تقدموا في العمر وفقدوا دم الصبى فأصبح من الواجب ترغيب المهاجرة للشبان الممتلئين حماسة وغيرة وجلبهم إلى فلسطين ليشتغلوا بأيديهم دون أن يحتاجوا إلى أيد عاملة غير إسرائيلية وقد تم لنا ذلك في مستعمرتي "خلده و بن شمن" حيث دشنا زراعة الزيتون واللوز بدون أن نستخدم أجانب في ذلك ولا يخفى ما في الخراج فعلة من الشيبة الاسرائيلية من الفوائد لأن المهاجرين الذين يأتون إلينا لا يستطيعون المضاربة على العملة العرب الوطنيين الذين أجلد منهم على العمل ويقتنعون بأجرة أقل - فمتى أسسنا للمهاجرين مستعمرات يستطيعون فيها أن يكسبوا قوتهم وأن يتعودوا في الوقت نفسه على العمل ويتعلموا صنعتهم الجديدة تمكنا بذلك من إيجاد قوة عاملة تساعد بقية المستعمرات.
ثم قاوم فكرة القائلين بلزوم إمداد المستعمرين بالدراهم وفتح اعتمادات مالية لهم وقال إن أهم شيء هو تكثير مشترى أراضي جديدة وصرف الأموال في هذا السبيل ثم ينظر فيما بعد بفتح اعتمادات مالية المستعمرين ولما انتهى من بیان أفكاره ذكر مقدار الأموال التي وردته من "اوربا" فقال إن ما صرف في سنة 1908 لمشتري الأراضي كان لا يزيد عن 200 ألف فرنك ثم تزايد حتى بلغ في السنة الماضية 1912 نحواً من 6 ملايين فرنك أما السنة الحالية فمن كانون إلى تموز أعني في ستة أشهر ورد عليه 3 ملايين و500 ألف فرنك.
ثم انتقل من الاستعمار وشراء الأرض إلى بقية فروع الأعمال في فلسطين فقال إن مركز الإسرائيليين عمرانيا قد تحسن وبعض الصناعات نجحت من ذلك: مصنع "بزاليل" ومعمل الأشغال اليدوية للسيدات في القدس فإنهما يقومان بأود عائلات كثيرة من الإسرائيليين ولكن هذه الاعمال ستقف عند هذا الحد وليس بالإمكان التوسع بها لأن الشعب العربي لا يصرف كثيراً على حاجياته.
على أن أملنا كبير «بصناعة السياح» فإن فلسطين مقاطعة تاريخية ومتى تسهلت وسائط النقل كثر ورود السياح الإسرائيليين واستفاد منهم إخوانهم وقد وضعنا دليلاً ومكتبا للاستعلامات يجيب كل من يستوضحه عن أمور السياحة.
وختم بيانه قائلا: فبهذه الأعمال وبالنشاط الإسرائيلي وبحصر قوانا في بعض مسائل معلومة سنصلى بإذن الله للنفوذ الذي نسعى وراءه، ونحصل على النتيجة المبتغاة دون أن نغضب العرب الوطنيين الذين استفادوا من وراء مهاجرتنا. ولكن علينا أن نجتهد لنرفع عن العرب تأثير الطبقة المتنورة من المسيحيين وأخصام الصهيونية فإذا استعملنا الحكمة والسياسة وصلنا إلى غرضنا (فلسطين).