تدوين- يحدث الآن
أعلنت اللجنة المنظمة لأيام قرطاج السينمائية في تونس أن المهرجان يحتفي بالسينما الأردنية والسنغالية في النسخة الرابعة والثلاثين للمهرجان السينمائي التي تقام بين الثامن والعشرين من أكتوبر وحتى الرابع من نوفمبر المقبل.
وستكون السنغال ضيف النسخة هذا العام. وهذا البلد هو الفائز بالتانيت الذهبي في أول نسخة لأيام قرطاج السينمائية في العام 1966 عبر المخرج عصمان صمبان عن فيلمه الروائي الطويل “فتاة سوداء”.
ولد صمبان سنة 1923 بوزقنشور في السنغال وتوفي سنة 2007 بداكار. وهو كاتب ومخرج سينمائي وسيناريست رائد في أفريقيا المعاصرة، عرف بتحيّزه الشديد للمسائل والمواضيع السياسية والاجتماعية، وسبق أن احتفى به مهرجان قرطاج السينمائي بتوشيح معلقة الدورة السادسة والعشرين بصورته صحبة رفيق دربه الطاهر شريعة مؤسس التظاهرة.
ورغم أنها تقدم أعمالا رائدة في أفريقيا، إلا أن السينما السنغالية تعرف بافتقارها إلى الموارد المالية والتنظيم، فحتى اليوم تمتلك السنغال العديد من المصورين السينمائيين والأشخاص الذين لديهم معرفة بإنتاج الأفلام، لكن ليس لديهم موارد. وأغلب الأفلام التي يتم إنتاجها تمول بالكامل تقريبًا من الخارج وتعرض في المهرجانات السينمائية الدولية بدلا من السنغال.
وقالت لجنة أيام قرطاج السينمائية في بيانها إن البرنامج الخاص بـ“سينما تحت المجهر 2023” سيخصص للأردن صاحب التجربة السينمائية العربية الناشئة والتي تشهد تطورا واعدا بفضل ديناميكية جديدة تدعم السينما وتعكس جودة أفلامها.
ويعتبر فيلم “صراع في جرش” الذي تم إنجازه عام 1958 أول خطوة فعلية على طريق تأسيس صناعة سينمائية في الأردن، وكان الفيلم حصيلة جهود شخصية لمجموعة من الشباب الأردنيين الطامحين لعمل أفلام سينمائية على غرار الأفلام المصرية والسورية. حيث تم إنجاز المعدات اللازمة للتصوير والمونتاج محلياً، ووضع قصة الفيلم والسيناريو فخري أباظة وسمير مطاوع، وأخرجه واصف الشيخ ياسين وقام بالتمثيل فيه بالإضافة إلى المخرج كل من فائق القبطي، وغازي هواش، وعلي أبوسمرة، وأحمد القري، وصبحي النجار، وآخرين، وكان الفيلم يعاني من بعض المشكلات الفنية بسبب ظروف إنتاجه والمعدات المستخدمة، ونقص الخبرات لدى فريق العمل.
وظلت السينما في الأردن إنتاجا فرديا ونادرا، حتى مع ظهور السينما التسجيلية، ثم غابت منذ انتشار المسلسلات التلفزيونية في سبعينات القرن الماضي. ومنذ العام 2008، بدأ الفن السابع يستعيد حضوره في المملكة الهاشمية تدريجيا، إلى أن أصبحنا اليوم نتحدث عن أفلام مهمة تحوز على جوائز من أكبر المهرجانات وعن مهرجانات سينمائية ناشئة تؤسس لسينما أردنية منظمة.