تدوين- تغطيات
ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب نظمت وزارة الثقافة ندوة بعنوان "واقع الحركة الأسيرة الفلسطينية الاجتماعية والثقافية والسياسية" شارك فيها كل من: قدورة فارس، كريم يونس، عائشة عودة، وأدارها وليد الهودلي.
وفي مداخلتها تطرقت الكاتبة والأسيرة المحررة عائشة عودة إلى الثقافة في السجون كركيزة أساسية في الصمود، وقالت: "الثقافة داخل السجون كانت هي العنوان الرئيسي الذي نتمسك به، ويساعدنا على الصمود، والمحافظة على عقلنا ليبقى واعيا لمخططات العدو الذي كان يستهدف وعينا قبل جسدنا".
وأضافت: "الثقافة هي الوقود الذي يعتاش عليه المناضلون داخل السجون، ليستطيعوا الصمود وقهر السجان"، مشيرة إلى أن عملية النضال هذه لم تكن سهلة ومرت بمحطات كثيرة، إذ كان السجان أولا يمنع الكتب عن الأسرى، ولأجل الحصول عليها خاضوا إضرابات وانتصروا فيها، لكن السجان عمل على مراقبتهم ومصادرة المكتبات أكثر من مرة، كي لا يبقي الأسرى على تواصل مع المعرفة والثقافة.
وترى الكاتبة أن كل مرحلة من مراحل النضال كانت لها سماتها، ففي المرحلة الأخيرة من يدخل السجن هم أناس يختلفون عمن كانوا في السابق، ففي السابق كانت السجون إلى الطليعة السياسية الواعية، واليوم اتسعت دائرة التصادم مع الاحتلال، ما أثر على المعركة الثقافية داخل السجون جعلها تختلف من مرحلة إلى أخرى.
من جانبه، قدم الأسير المحرر كريم يونس، مداخلة تطرق فيها إلى الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية في تاريخ الحركة الأسيرة، التي اعتبر أن كلها متداخلة والأساس هو السياسة.
ويرى يونس أن التجهيل هو سياسة، ومنع الكتب كذلك، ومن يريد أن يثقف نفسه وينتصر على زمانه ومكانه سياسة.
وأشار الأسير المحرر إلى أن الاحتلال أراد للأسير أن يكون جاهلا وعملوا على تجهيله من أجل ترويضه، وكي يكون إنسانا بلا جدوى، ليخرج عالة على أهله وشعبه ومجتمعه، ووظفوا من أجل ذلك العقول، إلا أن الأسرى كانوا واعين لهذا التحدي، وبفعل النضالات المستمرة أصبحت السجون اليوم مدارس تخرج الدرجة الثانية والماجستير، مشيرا إلى أن هذا كله لم يأت من فراغ إنما دفع الأسرى ثمنه دما ودموعا وصمود.
أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، فعرج في مداخلته على الجانب السياسي في تاريخ الحركة الأسيرة، وخلص إلى أن الحركة الوطنية الأسيرة اليوم باتت تمارس السياسة باحتراف، وكرست معادلة جديدة في وعي قادة الاحتلال مفادها أن التطاول على الأسرى يساوي حرب، ومن يشعل حريقا داخل السجن عليه أن يعلم أن الشعب الفلسطيني جاهز لإشعال مئة بؤرة حريق.
كما أشار إلى كتيبة الفدائيين المؤلفة من 1500 أسير من كافة التنظيمات، الجاهزة دوما لخوض إضراب عن الطعام في كل لحظة، ما يعني أن هذه الكتيبة هي رأس حربة وطليعة، ويجب على الحركة الوطنية خارج السجن أن تستلهم من تجربتها.
لمتابعة الندوة كاملة