الحدث- يحدث الآن
يتنافس هذا العام على جذب القارئين في لبنان، معرضان دوليان يدعي كل واحد منهما أنه الرسمي للدولة اللبنانية.
ويفصل بين المعرضين أقل من شهر وبضع مئات المترات، إذ ينطلق الأول بتنظيم من النادي الثقافي العربي كما هو معتاد كل عام في "مركز البيال"، وهو مجمع مرافق للمعارض والمؤتمرات يسمى "مركز بيروت للمعارض والترفيه"، في الثالث والعشرين من تشرين الأول، أما الثاني فينظمه اتحاد الناشرين اللبنانين بتكليف من وزارة الثقافة اللبنانية التي يرأسها محمد مرتضى وهي من حصة الثنائي الشيعي وفقا للتقسيم السياسي اللبناني، وينطلق في الثالث عشر من تشرين الأول في قاعة "الفوروم دي بيروت".
وحول هذا كتب الصحفي أيمن مصري "إن هذه الانقسامات تتوسع شيئًا فشيئًا في مجتمعنا اللبناني، لتعزّز من مقولة أن اللبنانيين هم: شعوب تعيش في بقعة جغرافية واحدة، متمنيا أن يستفيد المستهلك من ناحية الحسومات والمغريات لاستقطابه، في ظل هذه الازدواجية الثقافية التي تعطي صورة سلبية"، كما وصفها.
وكانت اللجنة المنظمة للمعرض الأول، قد قالت في بيان لها، "إيماناً بدور الكلمة والحرف والكتاب في تطّر الأمم، ولأن لبنان يعيش أزمة، ولأن الثقافة هي السلاح الأفضل لعبور التجارب القاسية، جاء قرار وزارة الثقافة إقامة معرض لبنان الدولي للكتاب، وأسندت تنظيمه إلى نقابة اتحاد الناشرين في لبنان الذين يحتفلون بنسخته الثامنة، وسيعتبر المعرض الرسمي للجمهورية اللبنانية، وهو الحدث الثقافي الأبرز".
أما الكاتب والباحث عطالله السليم كتب: سيشهد لبنان هذا العام معرضين للكتاب!، وسبب هذا الأمر أن الانقسام السياسي في البلد بدأ يسحب نفسه إلى الساحة الثقافية. هذا أمر معيب ويعبّر عن التخبط والانقسام في لبنان وسيادة منطق حارة كل من إيدو إلو.
وكان اتحاد الناشرين اللبنانيين يقيم معرضا في مراحل سابقة في التسعينيات، إلا أنه اندمج مع النادي الثقافي العربي في معرض واحد، قبل أن يدب خلافا بين الطرفين عام 2022 بسبب توقيت المعرض، الذي شهد مقاطعة من نقابة اتحاد الناشرين اللبنانيين.
إلا أن الصحفي أيمن جزيني يرى أن "لا سبب حقيقي للخلاف بين الجهتين، اللهمّ إلا إذا كان الإشكال الذي وقع في دورة المعرض الثالثة والستين في آذار 2022، بسبب صورة الجنرال الإيراني قاسم سليماني التي نُصبت بين الكتب في جناح "دار المودة"، هو السبب. كما جاء في مقال كتبه بعنوان "لبنانان لا لبنان": معرضان لكتابٍ واحد".
وأضاف: "وصل الخلاف إلى الكتب، ومعارض الكتب. المعادلة صارت واضحة: يوجد لبنانان لا لبنان، هناك حلفان وفريقان وسلاحان وقراران واقتصادان وسياستان... ومعرضان للكتاب الواحد.
وشهدت الدورة الماضية من المعرض "بلبلة" بسبب قيام شاب بتمزيق صورة قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، التي رفعت في جناح إحدى دور النشر، والهتاف ضد الدولة الإيرانية أمام دار المودة المخصصة للكتب والندوات الإيرانية.