تدوين- يحدث الآن
توجهت نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت برسالة إلى رؤساء الجامعات الأمريكية، الذي صدر عن مجموعة منهم بيانات متواطئة مع الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت النقابة "إن 2023، هي السنة التي سيسجلها التاريخ بوصفها السنة التي وقف فيها المظلومون في فلسطين بشجاعة في وجه الفاشية الاستعمارية وصرخوا دفاعاً عن بيوتهم وإنسانيتهم وحياتهم. لقد احتمل الفلسطينيون كشعب العنف الاستعماري الاستيطاني أكثر من قرن من الزمن. لقد واصلنا الحياة كشعب وسنواصل الحياة. إننا لا نحتاج للحديث عن حقنا في المقاومة، ذلك أنه ليس حقاً بقدر ما هو طريقة وجود وبقاء في فلسطين ومن أجل فلسطين".
وتابعت في الرسالة الصادرة عنها بتاريخ 11 تشرين الأول الجاري، : "إن الصهيونية، ودولة المستوطنين "إسرائيل" ونظامها الاستعماري بأكمله، هي حصيلة هذه الإيديولوجيا الفاشية التي لن تستطيع بعد الآن التخفِّي الكاذب تحت عباءة الإنسانية. في فلسطين، وفي سنة 2023، لا نطالب بحق في الرواية، لأن قدرتنا على الرواية لم تفارق أيدينا أبداً، والمقاومة بكل أشكالها وتمثُّلاتها لا تحتاج إلى مصادقة مسبقة من مدونة القانون الدولي الآسن. فالمظلومون لا يحتاجون احتياز السلطة لشرح مظلمتهم، ذلك أن سيرورة الأحداث في التاريخ، تاريخنا، هي ما تمنحنا هذه السلطة. إننا لا نعتبر أن من واجبنا فضح البربرية الدموية للصهيونية، فأفعالها كدولة عنصرية وجيش متوحش تتولَّى هذه المهمة على أكمل وجه. لكن واجبنا هو تسجيل هذه اللحظة لا بوصفنا ضحاياها، بل بوصفنا الشعب الذي سوف يتذكَّر، ويسجِّل، ويقاوم، ويحيا".
وأكدت النقابة على أن "تاريخنا سوف يسرد حكاية هذه الأفعال ليس فقط كسجل لوحشية الاستعمار، بل أيضاً كسجل لصلابة إصرارنا على الحياة والمقاومة. سنبقى متجذرين في أرضنا ومتمسكين بإنسانيتنا كعرب فلسطينيين—ولا حاجة لإثبات إنسانيتنا لمن فقدوا إنسانيتهم". متوجهة لمن اختاروا الوقوف إلى جانب المظلومين، تضامناً مع نضالنا، بأن يبقوا هذه النقاط في أذهانهم عندما يتحدثون عن فكرة الحرية والتحرير.
وعرضت النقابة قائمة من الجرائم التي "اقترفت ولا تزال تقترف بحق فلسطين—الجرائم التي بدأت بالاستدخال العنيف للصهيونية وبالقوة على أرض فلسطين وشعبها". وجاء فيها:
وأكدت النقابة على امتلاك الفلسطينيين الحق في الحرية، قائلة: "إننا، نحن الفلسطينيين، نمتلك الحق في الحرية. وهو حق لا نقدِّسه عبر المفردات المستباحة في مدونة القانون الدولي، بل بكرامتنا الإنسانية في قتالنا من أجل الحرية، ذلك أن المقاومة الفلسطينية قد تم تجريمها منذ بداية اجتياح الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين. أما الآن، وقد استخدمت مقاومتنا تكتيكات حرب الغوار، فهل صرنا نحن المجرمين؟ ما الذي يسعى جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إلى تحقيقه؟ إنه الجيش الذي لم يتمكن من مواجهة مقاتلي المقاومة الفلسطينية، فأطلق العنان لطائراته الحربية لقصف غزة المحاصرة مستهدفاً لا شي وكل شيء في آن واحد! هل يحاولون، عبثاً، مواصلة حربهم الإبادية التي بدأت منذ وصول الصهاينة إلى أرضنا؟ هل يريدون إكمال محو سنة 1948؟".
ودعت النقابة إلى ضرورة التحرك الفوري ضد المجرمين الفعليين والصراخ في وجه هذا الوحش وأفعاله البربرية، هذا لأن الصهيونية هي مشروع استيطاني إبادي في فلسطين، أسس على أسطورة، وحافظ على نفسه عبر عنف دائم لم يتوقف ضد الشعب الأصلي في فلسطين. ويجب أن تتم رؤيتها والتعامل معها على هذا النحو. وإن الحديث عن الحرية، سياسية كانت أو أكاديمية أو اجتماعية، سيقع على آذان صماء إلا إن تم وسم المجرمين الحقيقيين بوصفهم مجرمين والتعامل معهم بوصفهم مجرمين.
وختمت النقابة رسالتها بالقول: "ليس لدينا في فلسطين المحتلة، ولا لدى الفلسطينيين في مختلف أماكن شتاتهم، أي أوهام بشاعرية أحلام انتصار القلم على السيف، لأن السيف نفذ عميقاً في لحمنا الحي على أيدي عدونا المكفول من المجتمع الدولي المنافق وقدر التاريخ الإمبريالي وقدرته على احتكار السيف (الذي يقتل) والقلم (الذي يروي أفعال القتل). لا مناص أمامنا، نحن الأكاديميين والمثقفين في فلسطين المحتلة، من استخدام الكلمات على الرغم مما قد تعكسه الكلمات من اللاجدوى خلال هكذا أزمنة حرجة. ولكننا أيضاً نثق بالروح المعاندة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا، ونثق بانتصار حريتنا وحقوقنا الثابتة. إننا نعرف ونعلن أننا، في هذا المنعطف التاريخي الحرج والطارئ، سننتصر، وأن العدالة ستنتصر. لسنا ضحاياكم السلبيين، رغم أننا قُتلنا، وشُوِّهنا، وهُجِّرنا على يدي دولة المستوطنين التي تحركها إيديولوجيا الكره الجنوني والعنف الدموي، ولكننا نعلن أنه لن يتم إسكاتنا. فمقاومتنا تنير لنا الطريق للأمام، وسنبقى صامدين، وسننتصر".