تدوين- يحدث الآن
استشهدت الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت، رفقة ابنها بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة الجمعة.
والراحلة هي من مواليد مدينة غزة، درست تصميم الجرافيك في كلية تدريب غزة عام 2003، ثم تخرجت من كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى بغزة. تعمل معلمة فنون في وزارة التربية.
شاركت في عدة معارض محلية ودولية كان آخرها معرضاً بعنوان"متجذرون كشجر الزيتون" بالتعاون مع مؤسسة "رواسي" في غزة. وأقامت معرض تشكيلي فردي بعنوان «أطفالي في الحجر» عام 2012.
ونشرت زقوت عشرات الرسومات للقدس المحتلة، والمسجد الأقصى "كما أحبت أن تراها"، إذ صورت وجود أفراح وألعاب نارية في محيط الأقصى، مع أعلام فلسطين التي ترفرف في باحات المسجد.
وفي منشور لها قل نحو أسبوعين، رسمت هبة زقوت امرأة حزينة تحمل حمامة سلام، وكتبت "نحن دائما نبحث عن الأمان في حياتنا. قد نجدها في الحب ولكننا سنظل نبحث عنها".
ونعى فنانون وناشطون الرسامة هبة زقوت، التي انضمت إلى نحو ألفي شهيد ارتقوا منذ العدوان الوحشي على قطاع غزة قبل أسبوع.
وكان الكاتب خالد جهاد قد كتب في مدونته مقالا حول أعمال الفنانة الراحلة جاء فيها: "في لوحاتها ثلاثة عناصر تشكل أساسا تبني عليه موضوعاتها أولها الوطن فلسطين، والعنصر الثاني هو المرأة بشقها المجرد كأنثى أو من خلال دورها كأم، أما العنصر الثالث فهو الطبيعة بمختلف مكوناتها والتي تلتحم أحيانا معا في عمل واحد يقدم هذه العناصر الثلاث".
وبحسب المقال: لا يمكننا إغفال التصاق الأنثى بلوحات هبة زقوت وتحويلها إلى بطلة رئيسية في لوحاتها، تحكي حكايتها ومعاناتها، وتفرد لها مساحة للتعبير عن نفسها وعن همومها المتنوعة في ظل التهميش الذي تتعرض له بسبب واقع الاحتلال الإسرائيلي وواقع الفقر الذي ترزح غزة تحت نيره والواقع الاجتماعي الذي يتأثر بالعاملين السابقين.. ففي دورها الأنثوي الوطني تظهر المرأة بزيها التقليدي الفلسطيني تارةً حزينة ومنتظرة، وتارة متفائلة، وتارة قوية ومناضلة برغم القيود والحصار في إشارة إلى جدار الفصل العنصري وأيضا في إشارة إلى واقع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية اللواتي يحلمن بحياة طبيعية بعيدا عن واقع يصادر أحلامهن.
كما ترصد في لوحاتها الأمومة بحنانها والتصاقها بأطفالها وأيضاً بخوفها عليهم بسبب الأوبئة والأمراض، في إشارة إلى الوضع الشائك الذي يمر به العالم بعد انتشار جائحة الكورونا، والذي رمزت له في لوحة لامرأة ترتدي الكمامة وبين يديها نبتة الصبار التي أشارت إليها في العديد من اللوحات كعنصر ٍأساسي أو جزءٍ من الحكاية الحزينة أو مزدانا بزهور جميلة في لمحةٍ تفاؤلية بواقع قادم أكثر إشراقا بعد السنوات الصعبة التي مرت علينا جميعا، والتي كانت متواجدة في إحدى لوحاتها تتوج رأسها مع أجنحة ملائكية وسط الكثير من الأزهار لترسل رسالة بأن الربيع سيملأ الأرض والحياة رغم أن الصبار يعتلي رؤوسنا، ولا نغفل وجود حمامة السلام في عدد من الرسومات التي تؤكد على الإصرار على التمسك بالأمل، عدا عن وجود مساحة للفتاة الحالمة التي ترتبط بالأزهار بصورة وثيقة فهي حولها أو تزين شعرها أو ترافقها بملامح هادئة مطمئنة.