تدوين- يحدث الآن
انسحب عدد من الكتاب العرب من المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته الخامسة والسبعين، عقب بيان داعم للصهيونية صدر عن إدارته، تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. إضافة لإلغاء التكريم المقرر للروائية الفلسطينية عدنية شبلي عن روايتها "تفصيل ثانوي"، في تماهٍ مع السردية الصهيونية.
ومن بين الكتاب الذين اعتذروا عن المشاركة: الكاتب الجزائري سعيد خطيبي والكاتب المصري شادي لويس بطرس، والكاتب الجزائري واسيني الأعلاج، إضافة إلى عدد من دور النشر والاتحادات.
وكتب شادي لويس بطرس عبر صفحته على "فيسبوك": "مع موقف الحكومة الألمانية الصريح الداعم لجرائم الحرب في غزة، وتزويدها بالسلاح لقتل المزيد من المدنيين والعزل والأطفال، وانتهاجها لسياسة العقاب الجماعي بتجميدها للمعونات للفلسطينيين، أصبحت مبررات عدم المشاركة دامغة. ثم جاء إعلان المعرض عن إلغاء تسليم جائزة عدنية شلبي كآخر قشة، ودليل نهائي على تواطؤ المعرض وموقفه الاستعماري والعنصري بل ومشاركته المباشرة في إخراس أصوات الفلسطينيين".
وأردف: "أعلمت المعرض بعدم الحضور دون إبداء أسباب؛ لأن أي موقف للمقاطعة أو الانسحاب هو أمر تافه في النظام الحالي، لن يؤثر فيهم، كما أنني لست مهتما للومهم".
أما الكاتب الجزائري سعيد الخطيبي فقال: "كان يُفترض أن أُشارك في معرض فرنكفورت للكتاب، الأسبوع المقبل في ندوتين، الأوّلى عن "نهاية الصحراء"، والثّانية عن "الأدب العربي الحديث"، لكن إزاء الموقف السّياسي الذي أعلنه معرض فرنكفورت، بالانحياز إلى طرف ضدّ الآخر أمام ما يحصل من مأساة في غزّة، في وقت كنا نتمنّى فيه أن يلعب الأدب دوراً في تقريب وجهات النّظر وفي تأسيس حوار يخفّف ما نعيشه من آلام وإزاء أيضاً الظّلم الذي تتعرّض له الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، حيث أُلغي حفل تسليم جائزتها كذلك، وتعرضت لحملة إعلامية غير منصفة وبعيدة عن الموضوعية؛ قررت إلغاء مشاركتي في معرض فرنكفورت هذا العام".
وقال واسيني الأعرج في منشور عبر "فيسبوك": "الفاشيات الثقافية الجديدة.. مدعو لثلاث محاضرات بمناسبة ترجمة "عازفة البيكاديللي" إلى الألمانية في فرانكفورد، دوسالدوف وكولون. أبلغتهم بعدم مشاركتي في اية محاضرة منذ موقف إدارة معرض فرنكفورد للتصريحات الفاشية الظالمة تجاه الشعب الفلسطيني".
وكان اتحاد الناشرين العرب قد أعلن انسحابه من المشاركة في المعرض، في بيان صدر عنه أمس السبت 14 تشرين الأول، جاء فيه: "إن قرار المقاطعة جاء؛ نظرا للبيان الصادر عن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بتأييده وتبنيه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وموقفه المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة، دون النظر للمجاز الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة من قطع الكهرباء والمياه الغذاء، والاعتداء السافر على الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين وسقوط العديد من الشهداء والجرحى، أيضا إلغاء تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي".
من جانبه، أعلن اتحاد الناشرين السوريين مقاطعة المشاركة بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب بسبب موقف إدارة المعرض وانحيازها الواضح ضد مواقف الشعب العربي والفلسطيني، مدينا ممارسات الاحتلال الصهيوني والاعتداء الظالم الذي يتعرض له أهل غزة وانتهاك حرمات الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، داعياً إلى ضرورة تكاتف العرب لوقف الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل"” ضد الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ: "إن قرار مقاطعة المعرض والامتناع عن المشاركة به هو قرار بالوقوف إلى جانب شعبنا العربي وقضايا الأمة العربية في كل مكان وتحديداً الشعب الفلسطيني"، مندداً بالموقف الذي اتخذته ألمانيا التي تدعي أنها تحمي الحرية وحقوق الإنسان أن تقف إلى جانب الجاني وجعلت منصات الإعلان في المعرض داعمة للكيان الصهيوني.
بدوره، طالب اتحاد الناشرين المصريين، جميع الناشرين المصريين بعدم المشاركة في المعرض نظير هذا الموقف، مؤكدا وقوفه الكامل مع جموع الشعب الفلسطيني".
كما أعلنت جمعية الناشرين الإماراتيين إلغاء مشاركتها في المعرض، وقالت في بيان: "بناء على البيان الأخير الصادر عن منظمي معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، قررنا إلغاء مشاركتنا هذا العام".
وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب انسحابها من المعرض، للسبب ذاته، وقالت في بيان: بناءً على البيان الأخير الصادر عن منظمي معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، قررنا إلغاء مشاركتنا هذا العام".
وفي السياق، أدانت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان لها، تشجيع معرض "فرانكفورت الدولي للكتاب" لآلة الحرب الإسرائيلية وانحيازها الكامل لعدوانية الاحتلال تجاه شعبنا واهلنا في قطاع غزة.
وقال البيان: "أمام الاعتداء اليومي والوحشي والعدوان المستمر وما يقوم به هذا الاحتلال من مأساة كارثية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، تقوم إدارة معرض فرانكفورت بتشجيع العدوان والمتمثل في موقفها المعادي لشعبنا الفلسطيني من خلال انحيازها غير المبرر للعدوان على شعبنا وأرضنا".
وأعربت وزارة الثقافة الفلسطينية عن تقديرها العظيم للوقفة القومية للناشرين العرب واتحاد الناشرين العرب على مقاطعتهم المعرض الذي أضحى معرضًا لصوت العدوان ومحطة لترويج الرواية الصهيونية الكاذبة التي تشجع على الاستمرار في عدوانها على شعبنا الفلسطيني في محافظات غزة، والمتمثل أيضًا بشطب منح الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي جائزتها وتكريمها وإلغاء مشاركتها في المعرض، فهذا العدوان الذي يدعمه معرض فرانكفورت يستهدف كل من يتنفس تحت سماء غزة ويستهدف أبسط مقومات الحياة اليومية من ماء وهواء وغذاء.
ودعت وزارة الثقافة الفلسطينية كل الكتّاب والأدباء الفلسطينيين والعرب والأصدقاء في العالم إلى تعرية الادعاءات التي تروّجها آلة الإعلام الصهيونية وأبواقها في الغرب والانحياز إلى رواية الحق والحقيقة حتى ينقشع هذا الظلم والظلام بحق أطفالنا وشبابنا ونسائنا وشيوخنا وأرضنا.