السبت  21 كانون الأول 2024

مطاردة الدم الفلسطيني- محمود بركة

2023-11-01 01:03:07 PM
مطاردة الدم الفلسطيني- محمود بركة
كاريكاتير علاء اللقطة

تدوين- آراء ومدونات 

يعيد مستوى حدث ما يعيشه قطاع غزة من الهجوم الإسرائيلي الكارثي النظر إلى المركزية الأوروبية والمشكلة اليهودية تطاردهم إلى اليوم، ومستوى ما يفعله الوحش الإسرائيلي بوصفه يفعل في محاولاته الكلامية والحربية والإعلامية "كتابة مضادة" يتبرأ منه القتلة.

غزة تعود هذا الأسبوع بالشهداء والمدينة المدمرة

فلسطين تصعد بالمأساة الواقعة تحت نير الاحتلال، اليوم داخل غزة يذبح الجلاد بالصوت والصورة والعنف على مرأى الكون ويحاول الطرد والتهجير وافتعال نكبة جديدة معلنة، واستيراد العنف الدموي من حروب قديمة أقامتها أمريكا الشرسة وحروب أوروبا في عصورها الظالمة المظلمة كاستيراد الحرب إلى حروب أكثر استخداماً للموت بالأسحلة القادمة من الغرب من كيان المستعمرات المهجنة، غزة روائيًا محفوظة ومُسجلة داخل متحف الذاكرة ومستقبلها، من يوميات معين بسيسو إلى ورقة غسان كنفاني وقصيدة محمود درويش وحنظلة ناجي العلي الرافضة. وما حاول إدوراد سعيد تسجيله على مرايا الكون إذ لا حل يأتي لفلسطين دون غزة والقدس العاصمة رغم ما يهدد جدران البشر من التدوير والطمس والاستقطاب الاستعماري لدولة المستعمرات، على جدار الجريمة يصرخ أكتوبر بهذا العالم، بما تفعله العصابات الصهيونية الباحثة عن العرب في سماء غزة والأرض المغلقة بالسياج والحصار والفقد، وبحر يرفض ابتلاع وتمرير الجريمة، الخيمة الشكل الأول لمستعمرات مسكونة بالجريمة في متحف الجيش الإسرائيلي والعصابات الصهيونية والمتطورة إلى أسلحة التدمير اللاسامية، المتحف الصهيوني الذي يخزن جثامين الشهداء بالموت الجمعي فوق الأرض المسلوبة يحصي مخلفات أسطورة استعمار بقايا الهاربين من فراغ التاريخ، من غزة إلى كل فلسطين لا تزال على الخريطة وفي حدود العالم ووعي البشر يصرخ بصوت القرى والماء والمدن والعاصمة الوطنية والبشر والرمال وكل الوجود الفلسطيني، وفي غزة مقابر جماعية مفتوحة من الجرائم الصهيونية تبحث عن محاكمة القتلة وتبحث عن الرفض لوجود القاتل في عالم يقتله الصمت والتمرير والبيانات الواقعة في فراغ الأسطر وكلام بلا كلام.

في غزة الزمن ثابت واضح ينتقل من كل مكان إلى جنود الاحتلال والأطفال في سنوات التكوين الأولى وعمر الصبا، الشارحة لطبيعة التكوين الاستعماري الهجين المتكون من هويات متصهينة، والأسلوب  الصهيوني في غزة وثيقة يحملها المرء إلى قارئ وعوالم وتجمعات فكرية لعلها تستيقظ وتكف غض الطرف عن الإجرام الصهيوني؛ حتى ينتقل إلى الوعي في ظل محاربة الصهيونية والمركزية الأوروبية للرواية الفلسطينية وإرثه بتهمة الوجود على أرضه، في حين تتطور أسلحة الغرب والصهيونية في اتجاهات اللاسامية وتطارد الدم الفلسطيني والعربي الذي يشير إلى الحقيقة والإدراك بما يحدث… الأسلوب التاريخي في المنهجية الصهيونية مستخدماً لغة المطاردة من السماء حتى المدافع الأرضية على الأرض الفلسطينية مكتوبة مملوءة بالآلام والأوجاع الفلسطينية التي تعيش زمن الاحتلال الكارثة ودولة المستعمرة.

مستوى الحدث …

أن الأنظمة الغربية منذ ميلاد المشكلة اليهودية جاءت بمشكلة الصهيونية تمثلت بنقلهم لفلسطين العربية، وقد نظر الأوروبي المستعمر للطرف العربي نظرة دائمة الاستنزاف والتملك كحالة أولى ينقلها ويحميها إلى حين، ما دامت رائحتها بعيدة عنه، وممكن أن تشكل تهديدا للمركزية الأوربية والإمبريالية.

أنا من هنا وأنا من هناك، ولستُ هنا ولستُ هناك، قول الشاعر. مع دلالات الرمز الشعري والتفكيك الشارح بالاستناد لتفسير أسس من خلالها انشق المشروع الصهيوني بطرد الفلسطينيين من أرضهم وإعادة صياغة الأرض والموروثات كبديل مسروق لاختراع التاريخ بلا دلائل غير دلالاته لوريث الاستعمار البريطاني ودولة فوق الدولة المذبوحة بفعل العنف والسرقة والطمس الإسرائيلي، يُلجم محاولات الحياة الفلسطينية وحقوقها. لا شيء يهدد بإثارة العدائية أكثر من إقامة أساليب القهر الاستعماري التي تنكر الحق الأساسي للشعوب في تقرير مصيرها عبر الوسائل العنيفة، التشتت الذي استخدمته الصهيونية في النجاة كشكل من أشكال النفي القسري من الوطن، بالسيادة على الآخر من خلال تجنيس الدين والأمن العقائدي وفصل الأرض عن الهوية والكثير من الشواهد بالفعل التدميري الذي تنتهجه أدمغة الغيتو.

والمشكلة الأوروبية في التعامل مع الثقافة العربية هي حالة من التوغل والتنكيل حين يقترب خط الثقافة والوعي بفتح جدران وقائع تستعصي عليهم التحمل وكشفها في الشارع أي أن يبقى الوعي الذي ينادي بالحريات وحريات التعبير مقيدا في نير المركزية وتخلو من كشف الحقائق كما يفعل الإعلام الغربي وأجهزة الاتصال المخترعة عبر حداثة التصدير، تصدير الهيمنة على أن يبقى مصطلح الحرية والحقوق شعارًا ضالعًا في الجريمة وإن كان مخفيًا يظهر في الوقائع الفلسطينية ولا يمكن تحقيق كل سُبُل التعايش والسلام إلا بعد تفكيك الصهيونية السياسية ونهاية هذه الكارثة التاريخية من الكون والأرض الفلسطينية المحتلة.