تدوين- يحدث الآن
فاز رسام الكاريكاتير السياسي الفلسطيني محمد سباعنة بجائزة «إي دبليو كي» السويدية المرموقة لعام 2024. والتي شارك فيها مئتا فنان عالمي. وعبر الفنان عن سعادته الغامرة بهذا الفوز العالمي، قائلا «هذه الجائزة، التي تُعرف بتقديرها للتميز في فن الكاريكاتير السياسي، تمثل علامة فارقة في مسيرتي المهنية وهي شهادة قوية واعتراف عالمي بالفن الفلسطيني ودوره العميق في المقاومة والتعبير الثقافي».
وأضاف «هذه الجائزة ليست ملكا لي، بل هي لجميع الفلسطينيين». وُلد محمد سباعنة عام 1979 في جنين في الضفة الغربية، وعمل رساما للكاريكاتير الساخر منذ عام 2002. وكانت صورُه تستهدف بشكل رئيسي الاحتلال الإسرائيلي، لكنه، مثل سلفه ناجي العلي، قام أيضًا بتسليط الضوء على القضايا الفلسطينية، مما أدى إلى تعرضه أحيانًا للرقابة في وسائل الإعلام الفلسطينية كذلك. وحقق انطلاقته الكبرى مع إصدار كتابه «أسود وأبيض: كاريكاتيرات سياسية من فلسطين»، الذي يحتوي على صور من فترة وجوده في سجن إسرائيلي. كما وُصف روايته المصورة التالية «قوة وُلِدت من الأحلام» بأنها «انتصار فني سيظل شهادة دائمة على روح الشعب الفلسطيني»، وقد حصلت على جائزة فلسطين للكتاب لعام 2022. وقال توربيورن أوسترهم، رئيس لجنة تحكيم الجائزة السويدية «لقد تم ذكر سباعنة كاحتمالية في نقاشاتنا لفترة طويلة. الآن أصبح اسمه ذا صلة خاصة، عندما تتجه أنظار العالم نحو فلسطين وإسرائيل وحماس، والمآسي التي تُرتكب هناك.»
وأضاف «مثل رسومات «إي دبليو كي»، فإن صور سباعنة خالية تقريبًا من النصوص، مما يجعلها عالمية وقابلة للتفسير حتى للناس الذين ليسوا على دراية كبيرة بالوضع السياسي الحالي الذي يصوره الفنان. الصور نفسها واضحة وصريحة، مع مزيج من مهارة الملاحظة الحادة والتعاطف مع الضحايا».
ويقول سباعنة: «لمئات السنين، كان الفن الفلسطيني شكلًا من أشكال المقاومة، وطريقة لإثبات الهوية، وتوثيق التاريخ، وإلهام الأمل. عملي يجسد هذه التقاليد، مستخدمًا السخرية والصور المؤثرة لتحدي القمع والدعوة إلى السلام والمساواة. إن الاعتراف الدولي الذي توفره هذه الجائزة يضخم هذه الرسائل، مما يضمن وصولها إلى جمهور أوسع ويعزز الفهم والتضامن الأكبر على مستوى العالم. هذه الجائزة ليست لي، بل هي لكل الفلسطينيين في فلسطين، حيث يواجهون الفظائع التي تؤثر أيضًا على الفن والثقافة والسرد.» «ويرى القائمون على هذه الجائزة «من خلال رسوماته المعبرة، يجعل محمد سباعنة من الممكن للناس فهم وتكوين رأي حول العالم من حولهم، دون الحاجة إلى قراءة نصوص مطولة. عبر رسوماته في وسائل الإعلام المطبوعة، والمعارض، والكتب، يشارك معرفته بما يحدث في مجتمع مضطرب. من خلال انخراطه الملتزم في الرسم الكاريكاتيري السياسي، حظي سباغنة باهتمام كبير في العديد من أنحاء العالم.» وينشر سباعنة كاريكاتيراته في صحيفة «القدس العربي»و«الحياة الجديدة».
وهو يحمل درجة الماجستير في الرسم التوضيحي من جامعة الفنون الإبداعية (UCA) في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى عمله في الإعلام، ويقوم بـــــتعليم الطلاب في جامعة «النجاح» الفلســــطينية، وكذلك الأطفال والشباب، في التفكير النقدي وتحليل الصور.
وقد فازت صوره بعدة جوائز، من بينها جائزة مهرجان مارسيليا الدولي للكاريكاتير.