السبت  21 كانون الأول 2024

غزة تروي إبادتها: قصص وشهادات توثق أصوات الضحايا وسردياتهم

2024-09-05 01:10:33 AM
غزة تروي إبادتها: قصص وشهادات توثق أصوات الضحايا وسردياتهم
كتاب "غزة تروي إبادتها: قصص وشهادات"

تدوين- إصدارات 

صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب "غزة تروي إبادتها: قصص وشهادات" من تحرير أكرم مسلّم، وعبد الرحمن أبو شمّالة، وتقديم غسان زقطان، وإشراف مجدي المالكي.

ويروي هذا الكتاب قصصاً من غزة تمت كتابتها خلال الحرب، بهدف توثيق أصوات ضحاياها وسردياتهم، كمساهمة في تسليط الضوء على حياة الناس العاديين في زمن حرب الإبادة التي تشهدها غزة. ويصدر هذا الكتاب استكمالاً للدور الذي تقوم به المؤسسة في توثيق حرب الإبادة في عدة محاور وجوانب. وقد عمل على تنسيق المواد والمتابعة كل من مادلين حلبي، وأحمد عز الدين أسعد، ولبنى طه، بينما قام بإجراء البحث الميداني من قطاع غزة كل من فاطمة بشير وأشرف أبو شرخ.

وتأتي أهمية النصوص التي يحتويها هذا الكتاب من كونها تتناول قصص الإبادة وسردياتها عبر أصوات ضحاياها الذين ما زالوا يعانون جرّاء ويلاتها، فكتبوا وباحوا بمعاناتهم على الرغم من انشغالهم اليومي بالبقاء في قيد الحياة. فتلك السرديات التي لم تخرج عبر شاشات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبقيت حبيسة الجدران المهدمة وخيم النزوح، هي التعبير الأقرب إلى واقع هذه الحرب وعمق مأساتها.

ويقسَّم الكتاب إلى جزئين رئيسيَين؛ الأول بعنوان "شهادات"، ويتضمن نصوصاً أدبية مرموقة تحكي التجارب الشخصية وتتأملها وتتعمق فيها، كتبها أدباء، وكتاب، وفنانون، وصحافيون، وشعراء معظمهم من غزة، وهم: دنيا الأمل إسماعيل، وهبة الآغا، ويسري الغول، وبتول أبو عقلين، وجواد العقاد، وسما شتات، وأيفا أبو مريم، ونهال الصفطاوي، وهيا أبو النصر، وهدى بارود، ومجد ستوم، ومادلين حلبي، وفاطمة بشير، ومحمد الهباش، وأحلام بشارات، وحيدر الغزالي، ومحمد الفار. أمّا القسم الثاني، فهو بعنوان "قصص من الميدان"، والذي تُركت فيه "المنصة" للناس العاديين لسرد خساراتهم كما بدت لهم من مواقعهم، وعبر منظورهم، وباستخدام لغتهم وتشابيههم القادمة من نسيج حياتهم المهتّكة، وتجربة اشتباك أجسادهم مع آلة المحو، وحكايات تضم الناجية الوحيدة، والأسيرة المحررة، والتاجر، والصيدلاني، والخياط، والصياد..إلخ. وقد وضعناها في "براويز فنية خفيفة بعد تهذيبها من الأخطاء والتكرار، ليس أكثر"، كما يقول أكرم مسلم في مقدمته.

وتضمّن الكتاب داخله لوحات للفنان ميسرة بارود الذي يرسم يومياً في غزة خلال الإبادة معنوناً أعماله بـ "لا زلت حياً". أمّا لوحة الغلاف، فهي للفنان أمجد غنام، وهي بعنوان "خذ بقاياك"، وقد عُرضت ضمن معرض "غزة" الذي نظمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية في مقرها في بيروت في آب/أغسطس الماضي.