تدوين- نصوص
في ليلة عيد الميلاد، أطلق معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، العمل السيمفوني الشعري الغنائي الذي كتبه إبراهيم نصر الله ووضع موسيقاه سهيل خوري وكان قد قدِّم في عمّان بمشاركة 120 عازفا ومغنيا مع قائدة الأوركسترا لامار إلياس.
وفيما يلي نص القصيدة
السّلامُ على الأرضِ ليسَ لنا
ليس لابني أو ابنكِ
مريمُ قالت لمريمَ
****
يا أُختَ أرضي وأختَ خطايَ على الأرضِ
يا أختَ روحي وأختَ صلاتي
وأختَ الضُّحى في الوضوحِ وأختَ مماتي العظيمِ هنا
وما قد تبقّى لنا من مماتٍ وما قد تبقّى لنا من حياةِ.
السّلامُ على الأرض ليس لنا
أهذي السماءُ التي فوقَنا
لا ترانا؟
أَمَ أنَّ الصليبَ على ظهرنا
في حقول الدَّم المرِّ يحجُبُنا
السّلام على الأرض ليس لنا؟
السّلام لأعدائِنا يا إلهيْ
وللطائراتِ، وللموتِ يهبطُ، للموت يصعدُ
للموت يحكي، ويكذبُ، يرقصُ
لا شيءَ يكفيه
لا دمُنا في الفجيعةِ
أو دمُنا في الجمالِ
ولا دمُنا في البحار ولا دمُنا في السهول ولا دمُنا في الجبالِ
ولا دمُنا في التراب ولا دمنا في الرّمالِ
ولا دمُنا في الإجابة أو دمُنا في السؤالِ
ولا دمُنا في الشمالِ ولا دمُنا في الجنوبِ
ولا دمُنا في السّلام ولا دمُنا في الحروبِ
****
السّلام لأعدائِنا يا إلهيْ
لحرّاسِهم في البلادِ البعيدةْ
لحرّاسِهم في البلادِ القريبةْ
لكلِّ أخٍ كالعدوِّ أتى ليُحاصرَنا
السلام لغيري وغير صغاري
للصّمتِ بعدَ مجازِرنا للصّمتِ قبلَ مجازِرنا
للصمت بعد مجازرنا للصّمتِ بين مجازرِنا
وللصّمتِ إن نحنُ كنّا صرَخْنا
وللصّمتِ إن نحنُ كنّا صمَتْنا
وللصمت ان نحن كنا صرخنا
وللصّوتِ حين يشيرُ إلينا:
اقتلوهمْ،(5)، وبالصّمتِ يَقتُلُنا، وبالصمت يقتلنا، وبالصمت
السّلام على الأرض ليس لنا
ليس لابني او ابنك
مريمُ قالت لمريمَ، مريمُ قالت لمريمَ
****
السلام على الارض ليس لنا
إنّه للطغاة وللرؤساءِ الديوكِ وكل الجيوش الغُبارْ
إنّه للدّمار وأشباهِ من يَقتلونَ الصّغارَ على الأرضِ.. أو يَقتلونَ الكبارْ
إنّه للجنودِ ومن يَحشُرونَ المدى في القيودْ
ومن يَسفِكونَ الدّماءَ ومن يَكرهونَ الشَّهيدَ ومن يَقتُلونَ الشّهودْ
السّلام لطاغيةٍ ههنا..
والسّلام لطاغيةٍ ههناكْ
لذيول النباح هنا.. وهنا
ولكل فحيح السلاحِ هناكْ
والسّلام لمن يفقأُ الآن عينيَّ كي لا أراكْ
****
إلهيَ خُذْ كلَّ شيءٍ ودَعْنا قريبينَ من بحرِنا ههنا
إلهيَ خُذْ كلَّ شيءٍ ودَعْنا قريبينَ من... مقابر احبابنا ههنا
لن نغيب، سنبقى قريبينَ.. تأخذُنا إن أردتَ.. لن نغيب، سنبقى قريبين تتركُنا إن أردتَ..
متى شئتَ أو كيفما شئتَ
إلهيَ كنْ سُوْرَنا لن نفرّ َ-إذا هبطَ الليل- من موتِنا
لسنا بعيدينَ عن عينِ قلبكَ
إلهي سنبقى بأبوابِ روحكَ:
أعني الكنيسةَ، والمسجدَ،
أعني الترابَ وأعني الحياةَ إذا ظلّ فيها حياةٌ هنا
أوْ.. إلهيَ خذْنا ودَعْ ههنا بعض أرواحِنا
قربَ ما قد تبقّى لنا من بيوتٍ ومن عتباتٍ كأشلائِنا
فالسّلام على الأرض ليس لنا
ليس لابني او ابنك، مريم قالت لمريم، مريم قالت لمريم
****
السلام الذي نشتهي، ونحبُّ، ونحلَمُ، نشتاقُ.. ليس لنا
السلامُ البسيطُ كدمعةِ أُمّيَ في العرسِ والحزنِ ليس لنا
السّلام الذي كجناحٍ يطيرُ
السّلام الذي كجناحٍ يحطُّ
السّلام الجميلُ كأغنيةٍ
والسّلام الأليفُ كضحكِتنا
والسّلام الأليفُ كقطتِنا قبل أن يقتلوها
إلهيَ لكنها منذ ماتت تجوع تموءُ تحنُّ تهرُّ ومن غرفة في الشمال إلى خيمة في الجنوب تتابعُنا
السلام على الأرضِ ليس لنا
لا لغزةَ إن فرحتْ بالربيع كأطفالنا
أو لعكا التي سهرتْ ألفَ عام لتحرسَنا مثلَ جدَّاتنا
أو ليافا الجميلةِ
أو ليسوعَ الذي قام من دمِنا، ثم من لحمنا، ثم من أرضنا وقياماتنا
السّلام على الأرض ليس لنا أو لقُدْسكَ عاليةً بالنبيِّ وقرآننا
السلام على الأرضِ ليس لنا
****
السّلام على الأرض لي يا إلهيَ.. لي ثم لكْ
للفَراش الذي يتنقّل بين أصابعِ أبناء روحيَ مُذ صعدوا للسماء إليك
ولم يبق لي من بقاء هنا غيرُ أشلائهم
ونهارٍ يئنُّ وريشِ حمَامٍ على العتباتِ وأسمائهم.
سأغنّي لهم باسم عشرينَ ألفًا.. اغني لهم اربعين الفا..
قاموا على أرضنا، أرضنا
لن أقول: السّلام لمن يَقتُلون ومن يَقلعُون، لن اقول: السلام لمن يقتلون ومن يَحرقونَ
سأغنّي لهم باسم عشرينَ ألفًا.. اغني لهم اربعين الفا..
قاموا على أرضنا، أرضنا
السّلامُ على الأرض كان لنا قبْلَهم ههنا..
والسلام على الأرض يبقى لنا بعدَهم ههنا..
السّلام لنا
السلام لنا، السلام لنا
للاستماع إلى العمل