تدوين- يحدث الآن
تستعد مؤسسة عبد المحسن القطان لإطلاق معرضها الجماعي الجديد "سأحفر كل ما تحكي لي الشمس"، الذي سيفتتح أمام الجمهور يوم السبت 5 نيسان 2025، وتشرف على تطويره القيّمة الفنية والمنظمة الثقافية ريم شديد، في تجربة فنية تحاور الذاكرة والأرشيف المعاصر للإنسان الفلسطيني.
يستعير المعرض عنوانه من أحد أبيات قصيدة "على جذع زيتونة" (1966)، للشاعر الفلسطيني توفيق زيّاد، مستحضراً الأرشيف ليس بوصفه مخزوناً ثابتاً، وإنما نقطة انطلاق، وحالة مستمرة متجددة، في ضوء فعل الرفض الفلسطيني الممتد على مدار قرنٍ، في مواجهة العنف الاستعماري الممنهج.
يضم المعرض أعمالاً فنية متنوعة، من تركيبات بصرية، وصور، وأعمال صوتية، وفيديوهات، لنحو ثمانية عشر فناناً وفنانة من فلسطين المحتلة والشتات، تتكامل معاً بهدف توسيع مفهوم الأرشيف وتحريره من كونه أداةً لتعريف الهوية، وتحويله إلى ممارسةٍ تُعيد امتلاك الخيال، ووسيلة لاستبصار المستقبل بطريقة صريحة.
في هذا السياق، يتجه بعض الفنانين إلى أرشيفات المجتمع المدني الفلسطيني والحياة الثقافية، ينبشون ما وراء المنصوص، ويضيئون على ما ظلّ هامشيّاً أو مسكوتاً عنه، في تجربةٍ تتحدى أُطر التأريخ كأداة استعمار معرفي. في المقابل، ينشغل آخرون باللحظة الراهنة، باعتبار الفلسطيني اليوم هو أرشيف المستقبل، متأملين حركة التاريخ والواقع اليومي، محاولين تفكيك آليات بناء الذاكرة والنوستالجيا وتحولها عبر الزمن، خارج سرديات القوة وأدواتها.
تتقاطع أعمال الفنانين لتطرح تحدياً: كيف يمكن تجاوز الشعارات نحو فهم أكثر عمقاً لمعنى "فلسطين الحرة"؟ كما يدعو المعرض إلى الانخراط المباشر مع الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي، مؤكداً أنه على الرغم من ضبابية اللحظة الراهنة، وبؤس الإمكانيات، وتشرذم المشهد، لا تزال هناك مساحات لمناورة العنف السائد، وتحويل الصمت إلى لغة وفعلٍ مقاوم.
يأتي هذا المعرض امتداداً لرؤية المؤسسة وبرامجها، الهادفة إلى بناء مشهد ثقافي وفني وتربوي نابض بالحياة، قادر على إنتاج معرفة نقدية وتحررية، وترسيخ مجتمع معرفي يُعلي من قيمة الحوار، والعلم، والفن، والأدب، ويعزز الحضور الفلسطيني في المشهد الثقافي العالمي. وقد استند في رؤيته إلى بحث معمّق استمر عاماً كاملاً داخل المؤسسة، استكشف تاريخ عمل المجتمع المدني المؤسساتي، وإمكاناته بوصفه مساحة للفعل والتخيّل والتحرر.