الجمعة  25 نيسان 2025

السعودية تطلق خطين عربيين جديدين: "الأول" و"السعودي"

2025-04-21 11:40:25 AM
السعودية تطلق خطين عربيين جديدين:

تدوين- يحدث الآن

أطلقت وزارة الثقافة السعودية خطين مستوحيين من الخط العربي، مُخصصين للاستخدام من قِبل الأفراد والمؤسسات في المناسبات الرسمية وفي الأعمال الفنيةوهما: الأول والسعودي.

ويعتبر الخطان الطباعيان الجديدين اللذين أطلقا تحت تسمية “الخط الأول” و“الخط السعودي”،  خطوة نوعية تهدف إلى إحياء روح الخط العربي المستلهم من أقدم النقوش والمصاحف، وتعزيز حضوره في العصر الرقمي، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في الاهتمام باللغة العربية والفنون والثقافة.

يحتل الخط العربي مكانة فنية عالمية تأسر قلوب الناطقين بالعربية وغير الناطقين بها على حد سواء، وفقًا لخبراء في هذا المجال.

صرّح عبدالرحمن الشاهد، العضو المؤسس للجمعية السعودية للخط العربي، لصحيفة عرب نيوز بأن إطلاق هذه الخطوط “خطوة مرحب بها تُسهم في تجديد حضور الخط العربي في السياقات الرقمية والمعاصرة، دون فصله عن جذوره الروحية والجمالية.” ووصف الشاهد إطلاق هذه الخطوط بأنه “دعوة لإعادة اكتشاف الخط كهوية حية.” وقال الشاهد إن الخط العربي “يُبهر المشاهدين بجماله التجريدي وروحه التأملية”. وأشار إلى أن “العديد من غير العرب لا يقرأون الحروف، لكنهم يشعرون بها وبجمالها”، مضيفًا أن الخط العربي يُعدّ بالتالي لغة بصرية عالمية.

وقال إنه يتطور منذ أكثر من 1400 عام، وكل جيل يُضيف تأثيره الخاص إلى هذا الفن، مُعبّرًا عن روحه وعصره.

صرّح عبدالعظيم الشالي، عضو جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف، لصحيفة عرب نيوز بأن “هناك اهتمامًا متزايدًا لدى شريحة كبيرة من غير الناطقين بالعربية باللغة العربية وحروفها وكلماتها.” وأضاف “يُظهر هذا الاهتمام سحر الحرف العربي وجاذبيته لعين المتلقي العادي، فما بالك بمن يمتلك وعيًا فنيًا.”

أبدع العديد من الأجانب في رسم الخطوط العربية. على سبيل المثال، اكتسب الخطاط الأميركي محمد زكريا، الذي اعتنق الإسلام وتعلم الخط في إسطنبول، شهرة واسعة.

وأقام الشالي العديد من معارض الخط في أمريكا ودول غربية أخرى، ونال إشادات واسعة من المهتمين بهذا الفن. ويُعرب الشالي عن تفاؤله بمستقبل الخط العربي، وحثّ القائمين على كليات الفنون ومعاهد

الخط وكليات اللغة العربية في الجامعات على “الحفاظ على هذا التراث العظيم وتعليمه للأجيال الحالية بعناية فائقة.”

صرح الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، بأن الخطوط الجديدة تُجسّد التراث الثقافي والفني الغني للمملكة، مضيفًا أنها استندت إلى “نقوش ومخطوطات قرآنية” تاريخية.

يُبرز تصميم “الأول” روح الخط العربي في النقوش القديمة في شبه الجزيرة العربية. يراعي الخط السعودي المبادئ الفنية لخط الأول، ويضفي عليه طابعًا عصريًا.

وأشرفت على تصميمه نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، بدعم من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ودارة الملك عبدالعزيز، ومبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.

نشأ الخط العربي في شبه الجزيرة العربية، وتأثر بالظروف الثقافية والسياسية في المنطقة، وبالفنون الصخرية القديمة من الحضارات واللغات ما قبل الإسلامية. وانتشر مع هجرة العرب خلال الفتح الإسلامي.

وقالت وزارة الثقافة إن الخطوط الجديدة “تعكس العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، التي تعتبر مهد الحضارات الإنسانية القديمة وموطن الخطوط والنقوش المختلفة، من المسند والنبطية والثمودية،” في إشارة إلى بعض الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية.

تمت رقمنة الخطين وفق معايير تصميم احترافية تضمنت تحديد أبعاد الحروف، وإضافة التشكيل، والنقاط، وعلامات الترقيم، مع تطوير وزنين مختلفين (عادي وعريض) لكل خط، لتمكين استخدامه على منصات متعددة لأكثر من 100 مليون مستخدم حول العالم.

تعد الجزيرة العربية أرض المنشأ للخط العربي، حيث مرّ الخط بمراحل متعددة متأثراً بالأوضاع الثقافية والسياسية في المنطقة، آخذا في الانتشار بأساليب وطرق متنوعة في الكتابة، مثل خط المسند والنبطي والثمودي، وغيرها، ما جعل وزارة الثقافة تعمل على إطلاق نوعين جديدين من الخطوط باسم “الخط الأول” و”الخط السعودي”، يعكسان العمق التاريخي للمملكة.

تهدف هذه الخطوة إلى التأكيد على قدرة فن الخط العربي وقابليتها، لمواكبة التقنيات الرقمية الحديثة، وتوحيد السمة البصرية مع الاحتفاظ بهويته الأولى في الجزيرة العربية، كذلك تعزيز وتحفيز ممارسات وتطبيقات الخطّين السعودي والأول، على مستوى المؤسسات والأفراد.

بهذا المشروع، ترسّخ المملكة موقعها كمنبع للحرف العربي، وتجمع بين الأصالة والإبداع في مسيرة ثقافية تعيد تشكيل الحرف العربي ليحاكي طموحات الحاضر ويعبّر عن هوية وطنية تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ.