تدوين- إصدارات
صدر حديثًا عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع كتاب "الاستجابة البليغة، مقاومة الخطاب السلطوي في العالم العربي"، وقد شارك في تأليف الكتاب عدد كبير من أساتذة وباحثي البلاغة في الوطن العربي، وأشرف على تأليف الكتاب وتنسيق فصوله عالما البلاغة الدكتور عماد عبد اللطيف، والدكتور سعيد بكار.
ويتضمن الكتاب ثلاثة محاور، اشتمل كل محور على عدد من المقالات؛ جاء المحور الأول بعنوان "الاستجابة البليغة في الأدب والنقد" ويندرج في إطاره مقال الدكتور عماد عبد اللطيف المعنون "الاستجابة البليغة للظلم: دراسة في مختارات من الأجوبة المسكتة في التراث العربي"، ومقال الدكتور سعيد بكار "الاستجابة البليغة في النقد العربي القديم"، ومقال مها بنت دليم القحطاني "الاستعارة التصورية بوصفها استجابة بليغة في الشعر"، ومقال صباح اليزغي بعنوان "الأجوبة المسكتة بوصفها استجابة بليغة" وأخيرًا مقال سوسن البياتي وعلي جاسم الملا المعنون "القراءة الواعية وأثرها في استجابة الجمهور لقصائد محمود درويش".
أما المحور الثاني "الاستجابة البليغة في الإعلام والسياسة فقد اشتمل على أربعة مقالات هي "الدعاية المضادة بوصفها استجابة بليغة" لإبراهيم شكري، و"نحو دعم الاستجابة الندية البليغة: لعبة إلكترونية لغوية" لبسمة عبد العزيز، و"المحاكاة الهزلية استجابة بليغة: الخطاب السياسي نموذجًا" لإبراهيم آيت مكي، و"التدوينة بوصفها خطابًا سياسيًّا مقاومًا" لأحمد العياشي.
ويشتمل المحور الثالث المعنون "الاستجابة البليغة بوصفها تحليلًا إيجابيًّا للخطاب" على مقالين هما "بلاغة الجمهور في أفق التحليل الإيجابي للخطاب" لحسام الدين عبد القادر صالح. والمقال الختامي "الاستجابة غير البليغة في عصر التلاعب بالجمهور" للدكتور عماد عبد اللطيف.
نقاش تراكمي حول البلاغة والخطاب العربيان
خلال السنوات الأخيرة، توسّعت دائرة البحث في بلاغة الجمهور في عدد من البلدان العربية، حيث رصد الدارسون كيفية استجابة الجماهير في الفضاء العام، حيث تنزاح وظائف البلاغة التي تكرست على مدار قرون، إلى وظائف جديدة تربطها بالتحرر من الاستبداد والهيمنة والتمييز والعنصرية، وتمنح المخاطَب مركزية على حساب المتكلم.
توسّعت هذه التنظيرات التي بدأها أستاذ علم البلاغة وتحليل الخطاب والباحث المصري عماد عبد اللطيف في مؤلفات عدّة، آخرها هذا الإصدار.
ويشير عبد اللطيف وبكار في تقديم الكتاب إلى أن مفهوم الاستجابة البليغة يتسع ليشمل الاستجابات اللفظية والاستجابات غير اللفظية التي ينتجها الجمهور في سياقات التواصل العمومي، وتعدّد أشكال الاستجابات ضمن هذا المفهوم؛ إذ تضمّ -على سبيل المثال لا الحصر- التصفيق، والهتاف، والصفير، والإشارات، والهمهمة، والتعليقات، والمقاطعة، والأسئلة المرتجلة، وصيحات الإعجاب والاستهجان، والجداريات، والعبارات المدونة على الأبواب، وتعليقات الفيسبوك، والتغريدات والعبارات المسجلة على شريط التعليقات على شاشة التلفزيون، ورسائل القراء إلى الصحف، وتمثّل هذه الأشكال وغيرها فيضاً من المادة البلاغية الجديدة التي لم تلتفت لها أعين البلاغيين من قبل.