تدوين- نصوص
فيما يلي نص للشاعر السوري أيمن يوسف من ديوان "ترنيمة الفجر الآتي".
****
دون استئذان!
دخل غرفتي
دون استئذان!
كرع قهوتي الخاصة
كصحراء لم تذق الماء...منذ قرون
أشعل لفافة... وتربع فوق دفتري
تربع.. بكل هدوء المجنون...
****
عنياه كانتا تنزفان موتا فلسطينيا
وسرواله الممزق
يبعث رائحة البحر..
****
أغمض عينيّ،
بيديه الهرمتين..
بيديه المشققتين..
بيديه اللتين أنبتتا ...زيتونا ووردا!
وصاح:
بصوت، تركم فوقه حزن طويل
بصوت مخذول النبرة
كما صوت الموج عند
أقدام ... يافا ...
صاح:
"هاكَ حكاية موتي،
أيها الرفيق"
****
أحسستُ بدمعه
يسيل فوق جبهتي
فاحت بأنني
رائحة دم ..عتيق
عتيق
كما الفضي المتفجر من حرمون...
"...غزة،
المنفى،
القدس،
معتقل الواحات
فلسطين- الثورة
فلسيطن- الانتماء
وموت حقير"
****
همسات متقعطة، وصلت أذني
بلمح الغضب
بلمح الثورة
غاب ...
تلاشى...
ابتعدت يداه،
وبقيت عيناي مسودتين !
تلاشيتُ خلفه،
بظلام سحقي
بحزن بعيد
اندفعت في ساحات القرية
صارخا..
اندفعت في ساحات القرية
باكيا..
توقفتُ
حاولت أن أستعيد ملامحه
أخفقتُ...
أخفقت..
أطبقت على الأسلاك
حول قريتي
أطبقتُ بأنيابي
بغطب عميق
على الأسلاك حول قريتي
وكان آخر ما سمعتُ
دوي إنفجار!
وصيحة ثائر لرفاقي الثورا!