تدوين- إصدارات
أصدرت منشورات جامعة ستانفورد الأمريكية كتابًا جديدًا للباحث الفلسطيني سامر الصابر بعنوان "وعد الحركة: صناعة المسرح الفلسطيني المعاصر". ويتتبع الكتاب تاريخ الحركة المسرحية الفلسطينية خلال السبعينيات والثمانينيات، ويسرد قصة شباب فلسطينيين اجتمعوا بعد حرب عام 1967 لإطلاق حركة ثقافية وأدائية ما زالت حية ومزدهرة حتى اليوم.
التأسيس في ظل الحرب
يبدأ الصابر كتابه بسرد تأسيس المسرح الفلسطيني المعاصر، حيث يعرض في الفصل الأول الظروف التي أثّرت على النشاط المسرحي بين عامي 1948 و1967. ومن خلال السير الذاتية لفنانين بارزين، يلقي الكتاب الضوء على تأثير النكبة وحياة اللجوء وحرب 1967 على تطور الأداء المسرحي الفلسطيني.
وفي الفصل الثاني، "عند الصليب ومسرح لأسباب كثيرة، 1967-1970"، يستعرض الصابر تجارب عروض "لاعبو القدس" و"At the Cross"، ومسيرة الفنان جورج إبراهيم المهنية المبكرة. أما الفصل الثالث، "ولادة حركة: بالالين يضيء العتمة، 1970-1973"، فيروي ظهور فرق مسرحية عديدة تبنت هوية "الحركة المسرحية"، وحولت المسرح إلى فعل سياسي واجتماعي في مواجهة الاحتلال وأحداث أيلول الأسود.
إعادة تشكيل الحركة وتنظيم الفرق
يتتبع الفصلان الرابع والخامس، "صراع الالتزامات، والانقسامات، والاعتقالات 1973-1977" و"إعادة تشكّل الحركة، 1977-1981"، عملية إعادة تنظيم الفرق المسرحية وسط الانقسامات الداخلية والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي. يوضح الكتاب كيف تم تفكيك بعض الفرق، وكيف ظهرت قيادات جديدة في ظل التحديات الناجمة عن الاعتقالات ومنع تصاريح العروض.
أما الفصل السادس، "اللايقين، والرقابة، وتصاريح العرض 1981- 1984"، فيركز على صعود قيادة فرقة "الحكواتي"، التي اشتهرت بجولاتها الدولية وبلورت أسلوبها الفني المميز. ويصف الفصل السابع، "الحركة وقد تجسدت: المبنى، والمسيرة، وعصر الحكواتي 1984- 1986"، اللحظة المفصلية التي تم فيها تحويل سينما مهجورة إلى مقر للحركة المسرحية، مما منح المسرح الفلسطيني المعاصر ملاذًا وعنوانًا ماديًا.
تحولات كبرى
تلقي الفصول الثلاثة الأخيرة الضوء على التحولات الكبرى التي شهدتها الحركة. ففي الفترة بين 1987 و1990، يكشف الكتاب عن الانقسامات داخل فرقة الحكواتي ومواجهاتها مع الاحتلال والرقابة في الولايات المتحدة، في وقت كانت فيه الانتفاضة الأولى تشتعل.
أما الأحداث التي سبقت اتفاقيات أوسلو (1990-1993)، فتبرز صعود مسرح القصبة، وتأسيس مقره الخاص. ويختتم الكتاب بسرد قصة بروز مسرح القصبة كقائد للحركة المسرحية الفلسطينية، وتأثيره الممتد في الذاكرة الثقافية.