الجمعة  05 كانون الأول 2025

ثلاث قصائد للشاعرة الدنماركية ماريان لارسن

2025-12-05 07:23:59 AM
ثلاث قصائد للشاعرة الدنماركية ماريان لارسن

تدوين- نصوص

ترجمة من الدنماركية: صوفيا هيرسي سميث وجينيفر راسل

ترجمة من الإنجليزية: أحمد أبو ليلى

 أعلنت دار النشر "إكباتانا" مساء الثلاثاء عن وفاة الشاعرة والكاتبة الدنماركية ماريانا لارسن عن عمر ناهز الرابعة والسبعين، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

تُعدّ لارسن، التي رحلت بعد نحو خمسين عاماً من العطاء الأدبي، أحد أهم الأصوات الشعرية في الدنمارك منذ السبعينيات. ولدت لارسن عام 1951، وأصدرت خلال مسيرتها الحافلة أكثر من أربعين دبوانا شعرياً، كان أولها مجموعة "تركيزات" عام 1971.

رحلة أدبية تجريبية ونقد اجتماعي

تميّزت مسيرة لارسن برؤية أدبية متواصلة، حيث كان كل كتاب يحمل في طياته مشروع الكتاب الذي يليه، في متتالية تجريبية متوالدة. واشتهرت كتاباتها بدمج فضاءات حلمية وسريالية مع استخدام اللغة اليومية في سياق النقد الاجتماعي، مع تركيز خاص على قضايا الهشاشة الإنسانية التي تتجلى في مواضيع مثل المرض والوحدة.

وقد وصفها النقاد بأنها "نسخة دنماركية عن كافكا"، لانشغال أدبها العميق بموضوع الاغتراب داخل البيئات البيروقراطية. وتميز أسلوبها الشعري بتركيبات غير مألوفة تولّد صوراً مكثفة وساخرة. كما كتبت قصائد هايكو، وإن كانت تكسر وزنها التقليدي لصالح البناء الصوري، متأثرة بالشاعر الصيني لو شين. ونالت لارسن اعترافاً مبكراً بموهبتها، حيث حصلت في سن السابعة والثلاثين على منحة التفرغ مدى الحياة الممنوحة من الصندوق الوطني للفنون.

من أشهر دواوينها:

«وقائع ذات سوداوية مُنْهَكة»

«بلاغ من عبد» (1976).

«الوحدة اللاأخلاقية» (1985).

«مقصورة الطفولة؛ حلم» (1994).

«شعورٌ كتابيٌ» (2002).

ناشطة يسارية ولغة نقدية مبطّنة

لم تقتصر حياة لارسن على الأدب فحسب، بل عُرفت أيضاً كناشطة سياسية يسارية. وقد كانت لغتها جزءاً أصيلاً من هذه الانشغالات، لكن ليس في إطار الأدب السياسي المباشر. بدلاً من ذلك، وظفت لارسن نقداً ساخراً ومبطّناً لظواهر التمدّن الخاوي، وللسياسات المهيمنة على المجتمع، بدءاً من الدول الكبرى واقتصاد السوق، وصولاً إلى تحكّم التكنولوجيا بالحياة اليومية.

ونقدم في تدوين للارسن ثلاث قصائد:

المنطقة الأولى

لماذا أنا حيةٌ ألتقط الضوء؟

ألتقط الضوء، حيةً وبتوقع مصاحب؟

على الأقل بين أولئك في غرفة التنفس غير المحددة زمنيًا:

المتغيرات، الحيوانات الناطقة، المساحات الشاسعة.

لأننا اخترنا أنا والآخرين بعضنا البعض

ولآخر مرة عندما كان هناك تصويت بدائي في هذه الأنحاء.

********

التواصل

أراها كما لو كانت بالأمس.

قطرات الندى التي تشابكت في غابة العنكبوت.

كانت إحداها أكثر شفافية من الأخرى.

مع أدنى نفس لي، تمايلت كلٌّ منها في شبكتها

التي تصادف أنني تجنبت الوقوع فيها.

في صباح ذلك اليوم، لم أكن حشرة في سبتمبر.

********

المساء الكبير

كان المساء مكانًا أوسع من كل الأماكن الأخرى التي عرفتها.

كان من الأفضل الركض حول زوايا المنزل في المساء

خارج ضوء النوافذ. كان يسطع من الداخل والخارج.

كان من الأفضل الركض طويلًا والحصول على أكبر قدر ممكن من المساء والظلام على جسمك وملابسك.

تمامًا كما يفعل كل من أصبحوا غير مرئيين.

لم تُغطِّ عيناي الظلام بالكامل. بدت مجرد ظلام

بأشجار داكنة ونوافذ مضاءة في الداخل، لكنه كان شيئًا آخر.

لم يكن هناك وقت لأرى ما هو الشيء الآخر.

مر من جانبي بسرعة كبيرة. ركضت خلفه. حول المنزل وحوله.

مرات لا أستطيع إحصاءها في المساء الكبير.