السبت  06 كانون الأول 2025

"التغيير ممكن": كيف صاغت مدينة أمريكية تجربتها في التضامن مع فلسطين؟

2025-12-06 05:00:33 AM
تجمل لنشطاء "سومرفيل من أجل فلسطين"

تدوين-ثقافات

نظم أعضاء حملة "سومرفيل من أجل فلسطين" تجمعا خارج مبنى بلدية المدينة الأميركية في 13 تشرين الثاني، مطالبين أعضاء المجلس البلدي باحترام إرادة الناخبين وتمرير قرار يضع استراتيجية لمقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات منه خلال العام المقبل.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة Prism، جاء هذا التحرك بعد أن صوّت أهالي المدينة في انتخابات 4 تشرين الثاني بأغلبية كبيرة لصالح سؤال الاقتراع غير الملزم رقم 3، أو ما يُعرف بـ"سؤال التضامن مع فلسطين"، والذي استفسر عما إذا كان ينبغي على سومرفيل سحب استثماراتها من الشركات التي "تنخرط في أعمال تدعم نظام الفصل العنصري والإبادة والاحتلال غير القانوني لفلسطين".

ويشير التقرير إلى أنه رغم أن بعض المجالس البلدية في أنحاء الولايات المتحدة صوتت على سحب الاستثمارات من الاحتلال، فإن فوز سؤال الاقتراع رقم 3 جعل سومرفيل أول مدينة أمريكية تنجح في تمرير سؤال اقتراع يدعو إلى سحب الاستثمارات من الاحتلال. إذ فاز خيار "نعم" بنسبة تقارب 56% من الأصوات، مع تصويت 11,599 ناخبا لصالحه.

وتأتي هذه النتيجة بينما فشلت مبادرات مشابهة في مدن أخرى مثل بيتسبرغ بسبب معارضة قانونية وسياسية واسعة معارضة تمكن ناشطو سومرفيل من تجاوزها منذ إطلاق حملتهم عام 2023.

وتنقل الكاتبة تمارا ساراي في تقريرها عن ليلى سكينر من حملة "سومرفيل من أجل فلسطين" قولها: "بدأ الأمر بمنظم واحد يرسل رسالة إلى أصدقائه يطلب منهم الدعم والتوقيع. وبعد عامين، نحن نصنع التاريخ. التغيير ممكن".

كما يذكر التقرير أن المجلس البلدي كرّم المجموعة تقديرا لـ"سعيها الثابت نحو العدالة، وتفانيها في العمل المدني، وتضامنها الراسخ مع الشعب الفلسطيني محليا وفي الشتات". ونظم الناشطون فعالية جديدة في 25 تشرين الثاني لحث المجلس على تمرير قرار رسمي بسحب الاستثمارات.

حركة تتقدم… وتواجه عوائق

ووفقا لتقرير Prism، شهدت المجموعة سابقا نجاحات مهمة؛ ففي كانون الثاني 2024 أصبحت سومرفيل أول مدينة في ماساتشوستس تمرر قرارا لوقف إطلاق النار في غزة، ما ألهم مدنا أخرى مثل ميدفورد وكامبريدج لاتخاذ خطوة مماثلة.

وتوضح سكينر في التقرير: "بعد تمرير قرار وقف إطلاق النار مباشرة، قال القادة الفلسطينيون إن هذا انتصار رمزي مهم، لكن نحتاج الآن إلى خطوات ملموسة لوقف استخدام أموال دافعي الضرائب في سومرفيل لتمويل العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين".

كما يكشف التقرير أن المنظمين، عبر البحث وطلبات قانون حرية المعلومات، اكتشفوا ارتباطات مالية للمدينة بشركات مثل HP وLockheed Martin، وأن صناديق تقاعد موظفي مدارس سومرفيل تسهم في تمويل الأخيرة. وعندما خاطب التحالف المجلس للمطالبة بقرار رسمي لسحب الاستثمارات، لم يجدوا الاستجابة المطلوبة.

ويتابع التقرير أن المنظمين انتقلوا إلى طرح سؤال الاقتراع باعتباره طريقا بديلا. ويُنظر إلى نجاحه، وفقا للكاتبة، على أنه مؤشر إلى دعم الناخبين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS).

وقالت أمينة عوض لـ Prism: "كان من المهم أن نلتزم بما تطالب به مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ومن ذلك المقاطعة الموجهة".

ويذكر التقرير أنه في 14 تشرين الأول، وقبل أقل من شهر على الانتخابات، قدمت مجموعة "سومرفيل المتحدة ضد التمييز" دعوى قضائية لإزالة السؤال من ورقة الاقتراع بدعم من رابطة مكافحة التشهير (ADL)، لكن القاضي رفض طلبهم.

وتضيف ساراي أن المجموعة ما تزال تعتبر السؤال "غير قانوني وتمييزي" على موقعها الإلكتروني، رغم فشل محاولاتها القضائية.

كما يوضح التقرير أن سؤال الاقتراع حصد أصواتا أكثر بنحو 300 صوت من المرشح المنتخب لمنصب العمدة جاك ويلسون، الذي لم يعلن دعمه لسحب الاستثمارات، ولم يرد على استفسارات Prism بشأن موقفه.

وتشير سكينر في التقرير: "لقد تفوقت علينا المعارضة الممولة من الـADL ماليا… لكن لدينا قوة الناس وهذا ما سيغلب التمويل الخارجي".

وبحسب التقرير، شهدت مدينتان في ماساتشوستس بالفعل مرور قرارات سحب استثمارات هذا العام ميدفورد ونورثهامبتون كما حققت حركة BDS نجاحات في ولايات مثل ميشيغان وماين وكاليفورنيا وفيرمونت.

ويشرح التقرير أن تطبيق بعض هذه القرارات قد يُعرقله تشريعات الولايات، مثل قانون ميشيغان لعام 2017 الذي يمنع التعاقدات العامة مع من يقاطع "شركاء استراتيجيين" للولايات المتحدة، ومن ضمنهم الاحتلال.

قوة الناس

ويفصل تقرير Prism كيف اعتمدت حملة سومرفيل في نجاحها على تعبئة حوالي 300 متطوع، وعلى فعاليات توعوية مبتكرة مثل نشاط يشبه برنامج "Jeopardy" لشرح حملات المقاطعة الدولية.

كما يذكر التقرير أن التحالف حصل على دعم أكثر من 30 منظمة، بينها الائتلاف الجنوب آسيوي في بوسطن، ولجنة الخدمة الأمريكية للأصدقاء، والصوت اليهودي من أجل السلام، ومجلس العلاقات الأمريكية–الإسلامية (CAIR-MA).

وتنقل الصحيفة تصريحات طاهرة أمتول-ودود، المديرة التنفيذية لـCAIR-MA: "لقد تحدث أهالي سومرفيل بوضوح: استثمارات مدينتهم يجب ألا تدعم جرائم الحرب أو الفصل العنصري أو الإبادة".

ويختم التقرير بالإشارة إلى بيان «الصوت اليهودي من أجل السلام – بوسطن» الذي جاء فيه: "بفضل جهودكم الهائلة، أوصل ناخبو سومرفيل رسالتهم بوضوح: مجتمعنا يقف مع فلسطين ويرفض العنف والقمع الإسرائيليين".