الحدث صورة ومكان
تبعد قرية قَدَس المهجرة مسافة 17 كيلو مترا من مدينة صفد، على هضبة عند طرف وادي صغير، حيث استعمله السكان للحصول على المياه لاستخداماتهم المنزلية، وتدل النقوش والبقايا الأثرية على أن المنطقة المجاورة للقرية كانت بلدة رومانية وبيزنطية مهمة، وكشفت التنقيبات عن هيكل روماني تعود آثاره إلى القرنين الأول والثاني للميلاد.
وصفت قَدَس بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف جبل، يعتمد سكانها على زراعة المحاصيل مثل التين والزيتون، وظلت قَدَس كجزء من لبنان حتى عام 1923 حين رسمت الحدود بين لبنان وفلسطين.
سمحت كمية المياه الكبيرة التي كانت تهطل على القرية، بتطوير قاعدة اقتصادية زراعية سليمة تقوم على الحبوب والفاكهة والزيتون.
استولى الاحتلال الإسرائيلي على القرية في 11 أيار/مايو 1948، بعد قيام قوات البلماح بالتقدم نحو القرية ضمن عملية "يفتاح"، ولكن قوة لبنانية اجتازت الحدود وشنت هجوما مضادا واسع النطاق، وأجبرت قوة البلماح على على الانسحاب من القرية. ولكن القوات اللبنانية لم تتمكن من التقدم أكثر بسبب الخسائر الجسيمة التي لحقت بها وبسبب الغارات الإسرائيلية المزامنة التي شنت على أهداف داخل الأراضي اللبنانية. وظل الجيش اللبناني في القرية لنحو أسبوعين، حتى نفذ جيش الاحتلال خدعة متطورة لإعادة السيطرة على قرية قَدَس من خلال إرسال قوات إلى القرية بدعوى أنها تعزيزات لبنانية حتى تمكنت هذه القوات من تطويق القرية والاستيلاء عليها مجددا. ثم استطاعت القوات اللبنانية من استعادة قَدَس في 7 حزيران/يونيو 1948، حتى وقعت قَدَس تحت الاحتلال الإسرائيلي مرة أخرى خلال عملية "حيرام" في أواخر أكتوبر 1948.
واليوم، تتبعثر الحجارة من منازل القرية المدمرة، ولا تزال بعض الجدران المهدمة جزئيا ظاهرة للعيان. وأنشأ الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة "يفتاح" على أراضي القرية، كما وتستعمل مستوطنة "مالكية" ومستوطنة "رموت نفتالي" أراضي القرية.