الحدث صورة ومكان
تقع قرية العباسية الفلسطينية المهجرة على بعد 13 كم من مدينة يافا، على أرض مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وكانت طرق عدة تصلها بيافا واللد والرملة. وكان خط سكة الحديد الممتد بين يافا واللد يمر جنوبي القرية مباشرة ويقع مطار اللد على بعد 4 كلم إلى الجنوب منها. وقد كانت القرية تدعى "يهود" في العهد القديم، وكانت تحت سيطرة قبيلة دان. وعُرفت العباسية زمن الرومان باسم يوديا.
في أواخر القرن الثامن عشر، كانت القرية مبنية بالطوب ومحاطة بشجر النخيل، وكان سكانها يتزودون المياه من بركة قريبة.
في سنة 1932 أعاد سكانها تسميتها العباسية إكراما لذكرى شيخ يدعى العباس مدفون هناك، وإشارة الى الخلافة العباسية أيضا. وقد كان سكان القرية في ذلك الوقت من المسلمين باستثناء عشرين مسيحيا.
كان سكان العباسية يكسبون رزقهم في الأساس من الزراعة ومن جدل الحُصُر المصنوعة من سيقان نبات البردي المجلوبة من مستنقعات بحيرة الحولة. ثم بدأوا في أثناء الحرب العالمية الثانية يعنون بتربية البقر، وكان سكان القرى المجاورة يقصدون سوق السبت في العباسية لبيع وشراء المنتجات الزراعية والحيوانية.
نفذت عصابة الأرغون هجوما على القرية في 13 كانون الأول ديسمبر 1947 (يوم عيد الحانوكا عند اليهود). وقد جاء في كتاب تاريخ الهاغاناه أن الأرغون، التي كانت تعمل بالتزامن مع عدة غارات متتالية على المدن والقرى الفلسطينية، تسللت إلى القرية في أربع عربات وزرعت عبوات ناسفة قرب عدد من المنازل، ثم عادت أدراجها من حيث أتت.
وذكرت صحيفة (فلسطين) أن المهاجمين تركوا سيارة مفخخة في القرية، فانفجرت وأدت إلى وقوع بعض الإصابات، وورد في رواية الصحفية أن الجنود البريطانيين وصلوا إلى المكان خلال حدوث العملية، لكنهم لم يتدخلوا إذا إن عملهم اقتصر على تطويق القرية تطويقا جزئيا، وتركوا للمهاجمين طريقا للهرب في الجهة الشمالية للعباسية. وقد أغارت قوة صهيونية على القرية في 24 شباط أبريل، إستناداً إلى ما ذكرته صحيفة فلسطين نقلاً عن بلاغ رسمي بريطاني.
في أواخر نيسان أبريل، باشرت الهاغاناه تنفيذ عملية حَميتس التي هدفت الى احتلال بضع قرى إلى الجنوب والشرق من يافا لتعزل المدينة وتيسّر الاستيلاء عليها. وقد احتلت الأرغون القرية نفسها في 4 أيار مايو في إطار الخطة العامة للهاجاناة من أجل طرد السكان الفلسطينيين من المنطقة الساحلية بين تل أبيب ومستوطنة زخرون يعكوف اليهودية جنوبي حيفا.
في 13 أيلول سبتمبر 1948 طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون، من حكومته أن توافق على تدمير هذه القرية، ذلك بأن القوانين التي كانت قد سُنت حديثا يومها نصّت على ضرورة موافقة اللجنة الوزارية الخاصة بالأملاك المهجورة على طلبات تدمير القرى، وقد قدم الطلب باسم قائد الجبهة الوسطى الجنرال تسفي ايلون. وتقدم الحاكم العسكري بعد عشرة أيام بتوصية تقضي بإسكان المهاجرين اليهود في القرية والمرجح إن المقصود إسكانهم في المنازل التي كانت لا تزال قائمة.
أنشأ الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة يهود في موقع القرية سنة 1948. وبعد عام واحد، أقيمت مستوطنة مغشيميم شرقي الموقع، كما شُيّدت غَنّي يهودا، وغَنّي تكفا، وسيفون، في السنوات 1951 و 1953 و 1954 على التوالي. وقد أقيمت هذه المستوطنات ومثلها مطار بن غوريون على أراض تابعة للعباسية.