عانقتُ نفسي عِشرين عاماً
حتى كَبِرَت نَفسي بِعينِ نفسي
وأضللتها في طريقِ الهوى
حتى مضيتُ في غدٍ ونسيت أمسي
راقصتُ الحمامَ على لحنِ الهوا
وصار عناقه شيئًا من الهوسِ
وقلتُ لشجرةِ الدرِّ آمرها
في القلب هنا، ألا انغرسي
لكنها وببساطةٍ مضت ضاحكةً
قائلةً كيف للقمرِ أن يفارقَ الشمسِ
يا كلَّ كلي عذبني الفراقُ
أم أنني لم أحبك تارةً سوى أمسِ
أتركتَ خيلك سارحًا ومروحًا
حتى غدت في حمى الفُرسِ
وتركت روحي يعذبها الهوى تهوي لك
وكأنما تهوي القلوب لباحة القدس
ويئن جرحي صادحًا: أين المداوي
فخبرتهُ بدمشقَ بل صارَ في الأندلسِ
قد خاب ظنُّكَ يا أنا
وشج سهم أم قلبي مذ ضاع لي ترسي
بعدما عاهدتني أن تحمي لي صدري
لكن ما نفع ترسٍ عاثت به أسهم الفرسِ
فالكل يرحل يا صديقي
حتى خيالك ...لو غابت الشمس
آتني جرحي أحيكه بيدي
سأمضي أجرب اليوم كلَّ فرصي
وقل للموت أقبل، هاهنا
قد صرتُ في قلب الحبيب منسي
وأعدَّ كفني أبيضًا ومكللًا
بالورد الأسود في ليلة العرسِ
فنفسي لا، لن تطيب لغيرك
لكنّ الموت أرحم من
أن أشارك نفسي مع غير نفسي
قد صار قلبي يابسًا وانبرى قوسي