مليء بالجنون، أبحث عن فلسفة ما لذاتي، أحمل الذكريات بحقيبة الشك، أسير بكل ما أوتيتُ من يقين، قد أكون نصف شاعر يبحث عن الإيقاع عن قارئٍ يفهم ما أقول، قرأتُ الكثير لدرويش ولم أفلح بأن أحفظ ما كَتب، مرّت طفولتي باهتة الملامح، عرفت طريق الشيوخ ورواد المساجد، غيرت بوصلة الفكرة لديكارت وبيكون فحطمتُ الكثير من الأصنام والمسلمات، حامِلًا ضوء الحكاية لقنديل الطمأنينة، اغتسلتُ بعطر الخيال الهارب من قصائد نازك الملائكة، كنتُ صوفيًّا ذات تَجلٍّ، يوم أُعطي الناي لفيروز، وغنّت للوجود، لم أكن عبثيًا أو محطمًا كَتشارلز بوكوفسكي، ولم أكن الرجل الأربعيني في مذكرات قبو لدوستويفسكي، لكني حلمتُ كثيرًا، عجبًا يا الله، أحلام الناس لا تنضب، وأنا حقيقة أجد نفسي بالحلم، وتبا لليقظة يا ديكارت تبا،" ففي الأحلام تصيرُ الأمكنة أقنعة للروح “هكذا قال حسين البرغوثي، لدي شعورٌ بأن رئتي صارت كوكبًا أسود، العتمة المكتنزة داخلي تتسع لتكون ثقبًا أسود يبتلع العواطف، لستُ وجوديًا مثل كير كغارد، كلما نظرتُ للمرآة لا أراني، حتى المرايا تحتضرُ عندما تحمل صورتي، الأمل وليدُ الضوء، ولكن ضوئي ابتلعه مكر الظلام، فشلتُ في عرض حقيقتي على شاكلتها، أنا أتبعُ التأويل، اعتقد أنني أعيش في الميثولوجيا، أتنفس المفاجئات الخالدة، منذ الأزل قد كنتُ ورقة يابسة، مع الوقت وفي دفتر يوميات الكون استحلتُ جنيًا تَعلم السِحر، ولكن الله لم يرتح لحقيقتي، فصيرني إنسانًا، والشاعرية وهبتها كلعنة أبدية من الشياطين لأني خرجتُ عن قطيعهم طوعًا على حد قولهم، قد لا أستطيع يومًا ما أن أكتب سيرتي، ولماذا أكتبها؟ فلا أحد سيصدق أنني عشتُ آلاف السنوات راكبًا سفينة القلق، مُبحرًا في الوجود، حتى أنتَ أو أنتِ الذين يقرأون لي لن تصدقوا، أنا أشد تعقيدا من شيفرة دافنشي، لغزٌ يتجذر في أرض الغموض، بعد شهر عيدُ ميلادي الواحد والعشرين في هذا الجسد، ولكن عيد ميلاد نفسي مليار عام من الأرق، أعرف لا تصدقون، لا بئس، حتى أنا يصعب علي تصديق حقيقتي، لطالما حملتني الريح مثل قطرة من تعب، لطالما قرأتُ ولم أجد صفحة تستحق أن أدعوها قبيحة أو سيئة، قد تكون ملامح رحلتي شوهت، ولكن سأستعيدها يومًا ما بلعبة نرد مع الوقت، أو ستحيا بالشِعر الذي لم أكتبه. ومن يدري قد أكون أنا شخصية في إحدى روايات كاتبٍ لم يأتِ بعد، أو قد أكون شخصية من مخيلتي سرقتُ دور كاتبي فحق عليَّ عذابه وجنونه