وحدكِ
في هذا الصندوق الرديء الذي يسمُّونه العالم
تملكين مفتاح الخروج، لكنّكِ مثل الربِّ
أورثتِنا قلبًا ضعيفًا، نحنُ عشّاقكِ
وحدكِ
قادرة على الإمساكِ بملاكي الهاربِ
ذاكَ الذي ضلّ طريقَهُ إليكِ
تقولين: توقّف عن التدخين
واهجر الكتابة،
راقِص المرأة داخل المرأة
وليكن شغفها بالحياةِ وجهَكْ
هذه أنا!
مهما اجتهدتَّ وثابرتَ لن تصلَ
لن تعرفَ أسراري
أرأيتَ بحرًا يبوحُ، وطريقًا يعترِفُ؟
افتحْ عينيكَ
حدّق بي جيّدًا لأوقظكَ من سباتكَ الشتويّ
وأبعث فيكَ أصغر الأشياءِ
كُلُّ قصيدة تولد مع شاعرها، توأمانِ سياميّانِ
يشربان كأسَ الصّنعة
إلا أنتَ بلا سرير أو باب
يدفعُ عنك الرّيحَ والأشرار
تسبحُ في قلبكَ أسماكٌ وحشيّةٌ
أسمّيها الأحزانْ، تسمّيها أفراحَكْ
وفي دمكَ ترقصُ غجريّاتٌ همجيّاتٌ
يُقشّرنكَ من الدّاخلْ.
وحدكِ
مثل (بارمان) في إحدى الحاناتِ
تسقين الجسد فيتبرعمُ شجرةً
في حديقة العالمْ
وحدكِ
تشُقّين جلدَ العبثِ بمهارةِ جرّاحٍ
وتعرّين بناتي من الكلماتِ
كي تفرُكي أطرافهنَّ بالزنجبيل
ــــ الكلمات التي تبحث عن حلمتكِ
التي أرضعت الكثيرينَ
ما عدايْ ـــ