الأحد  22 كانون الأول 2024

نص مفتوح سارة صنوبر- 16 عام

أصوات شابه

2018-11-30 01:15:45 PM
نص مفتوح
سارة صنوبر- 16 عام

وربما الموت سببٌ للفراق

في المحطة الأولى وجدته

راكباً قطار الموت

في المقعد الأول،

راكباً بهدوء موحشٍ

لم ينتظرني

ودّعني ملوحاً

بوشاحٍ أبيضٍ من النافذة

قائلاً: لأعيش عليكِ أن تذكريني

فأنا لا أريد الموتَ، سامحيني 

اذكريني واذكري لمسة الخدين لعلّني أحيا

واذكري باقة الورد مني

وانشقي عطري

واحضني نعشي

أغمريني، وعطِّريني ،وقبِّلي رأسي

ومسّدي شعري، وداعبي وجنتي

_لكن،لا تنسي وعدنا

أن أحبك للأبد

_وما تعنيه بالأبد؟

_ما أعنيه هذا اليوم، حبيبتي

أوصيكي حبيبتي

ـن تدفني قلبي

تحت التراب

لعلّه يُنبِتُ الياسمين

لعلّه يفوح بحبنا

وتأتي فراشة تجني الرحيق، لعلّها

تصنع من حبّنا العسل

وصاح قائلاً : لا تنسي هذا الكمان

وقد ترك الكمان باكياً

تقطعت أوتاره

وتفطّرت نغماته

على أنامل كانت تداعب أوتاره

ما ظلَّ منه إلا

بضعُ أوراقٍ

وخمس حروفٍ ونقطة

وكان يوصيني كأنما لن يعود

وقد قال لي: لا تنسني من الدعاء

ومن ألحان البكاء

واجعليني مقطوعةً من درك الشقاء

وترحّمي

ولا تكثري عليَّ البكاءَ

واصبري، فللَّه البقاء

وأغمض عينيه

ولم أعُد أسمعُ نبضه

وتلفَّظ أنفاسهُ، وأغلق أبواب الحياةِ خلفهُ

ورحَل

ومشى قطار الموتِ مسرعاً

آخذاً معهُ روحهُ وتاركاً لي جسده

بالللَّه ما غرَّه بالحياةِ حينما قال

للأبد

ربما الموت سبب للفراق

وها هو في عداد الأموات ذا

والموت يأخذهم إبى أرض الذكريات

ثمَّ يمضوا، ونشتاق للعناق

يجعل منهم صوراً حزينة

معلَّقةً على حائط الذكرى

أولئك

من فارقوا الحياة

رسم الموت على وجوههم

أذاقهم من كأسه راحة

وأضمر قلوب من بقوا على قيد الحياة

صورٌ موجعة

تّعيدهم لنا فقط كالذكريات

أحتفل به في الذكرى المئوية

على حبّنا البائس، القنوط، اليائس

الذي حسم أمره مع الحياة