اليومُ الذي يتبعُ الوقت
عادةً ما يصلُ مرهقاً
واليوم، يومي لحُسنِ الحظ
والوقتُ لم يكن إلا مغتصِباً للعمر
والعمرُ لو كان شيئاً آخر
لما كان الوقتُ قبطانَ اليوم
ولما كنتُ مغتصَباً لسوءِ الحظ
كنتُ سأبدو كمن يتعثرُ دائماً ويمشي طويلاً
مرةً في رُدْهاتِ أحلامنا
ومرةً بين القبور
وكنت سأكونُ سعيداً
لا لشيء، إلا لهروبيَّ المتقطعِ
من دواميِ الصباحي
والدائمِ من خطاباتِ القادةِ والسياسيين
في اليومِ التالي
أين وليت وجهَكَ
ستراهم محتشدين على بوابات النضال
يناجون اليومَ ألا يطاردَ أكسجينَ أحلامِهِم
أن يتقبلَ هداياهُم المعمدةَ برائحةِ البارودِ والدّم
لا على سبيلِ الرَشوة
وإنما كي يبقى الأمنُ أملَ العبادِ والبلاد
ستجدُهم هناك حيث أنت
أنت الذي اغمضت عينَكَ في منتصفِ النهار
وقلت: اللهم رزقاً حراماً
نحجُ ببعضهِ ليصبَح حلالا
والحرامُ أبغضُ الحلالِ عند الحاكمِ وأمامَ الناس
هو أنت،
وأنت تمارسُ نضالَكَ الافتراضيّ
من وراءِ حجاب
كي يتسنى لضميرِكَ الادعاءُ
قلنا وذهبَ القولُ أدراجَ الرياح
هو أنت،
وأنت تحرسُ خطَ النارِ الالكترونيَّ
لتعزيزِ المقاومةِ الشعبيةِ
في القضايا الاجتماعية
وأنت تعبأُ الفضاءَ بالشعار
وتكررُ ها نحن على خطِ النار
هو أنت،
وأنت ترددُ ما قالَه درويش:
"أنا أيضاً لا شيءَ يُعجبني
أحاصرُ شبحاً يحاصرني"