السبت  21 كانون الأول 2024

النساء والريحان في مستوطنات الأغوار

2019-07-03 10:13:08 AM
النساء والريحان في مستوطنات الأغوار
نساء فلسطينيات يعملن داخل المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار

 

 

الحدث - إسراء أبو عيشة

كثيرة هي التساؤلات حول العمل في المستوطنات الإسرائيلية، ما إذا كان جريمة يعاقَب عليها كل من يقوم بها، في الحياة قبل الممات، خاصة إذا كانت العاملة امرأة لا يشغل بالها سوى تأمين لقمة العيش لأبنائها على الرغم من جملة الصعوبات والظروف.

وقال الباحث في مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية فارس جابر، إن المرصد أنتج فيلما بعنوان "الريحان الدامي" والذي يتحدث عن عمل النساء الفلسطينيات في مزارع مستوطنات الاحتلال في الأغوار، وهو محاولة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة والمعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات العاملات، وكيف تحولت المرأة الفلسطينية من دورها كمالكة ومزارعة لعاملة زراعية في قطاع الزراعة داخل المستوطنات.

وأضاف جابر لـ "الحدث"، أن ما يدفع هؤلاء النساء للعمل في المستوطنات الإسرائيلية؛ هو الأوضاع القاسية والبطالة المتفشية في الشارع الفلسطيني، خصوصا المناطق التي تقع خارج المدن الرئيسية، وتعطل الرجال عن العمل. مشيرا  إلى أن هذا العمل جاء محاولة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي لا تلقى الاهتمام المطلوب داخل المجتمع، وداخل نقاشات العمل الفلسطيني.

وأوضح جابر، أن آلية العمل تكون عن طريق وكيل فلسطيني "سمسار"، يقوم باستقطاب النساء للعمل داخل المستوطنات، ليتلقى مقابل عملهن مبلغا ماليا يتم اقتطاعه من الراتب الشهري لتلك النساء، ويكون بالعادة مقربا من المجتمع المحلي، أو حتى قريب من النساء ليقوم بإقناعهن بالعمل داخل المستوطنات، مقابل أجر بخس يتراوح ما بين 1300 – 1900 شيقل، وتكون النسبة المقتطعة عالية في أغلب الأحيان.

وبين جابر، أن ساعات العمل تكون طويلة جدا، حيث إنها تبدأ من ساعات الفجر وتنتهي عند غروب الشمس، نتيجة صعوبة التنقل وساعات العمل الطويلة، دون تلقيهن أدنى حقوق العمال من "تأمين صحي، ضمان اجتماعي، تقاعد،..."، أو حتى حصولهن على عقد عمل، الأمر الذي يسهل على صاحب العمل "المستوطن" أو حتى السمسار التخلص من النساء في أي وقت، من خلال الاكتفاء بإخبارهن بأن عملهن قد انتهى، دون حصولهن على أي حقوق، بالتالي هذا يزيد من حدة الظاهرة وظلم العاملات الفلسطينيات. موضحا أنه في حال تعرض إحدى النساء لإصابة عمل يتم علاجها داخل المستشفيات الفلسطينية على حسابها الخاص، على خلاف قوانين العمل الفلسطينية أو حتى الإسرائيلية، التي تجبر صاحب العمل على معالجة مصاب العمل.

وفي ذات السياق، بين جابر، أن العمل داخل الخط الأخضر يكون خاضعا لقانون العمل الإسرائيلي، أما في المستوطنات فالأمر يختلف. موضحا  أنه وحسب الدراسات التي أجريت، تبين أن العمل داخل مستوطنات الأغوار لا يقتصر على النساء من مدينة أريحا وقراها فقط، بل شمل أيضا نساء من محافظة نابلس وطوباس وطولكرم، والمناطق القريبة من تلك المستوطنات.

وطالب جابر، بضرورة توفير البديل الفلسطيني، وإيجاد فرص للعمل لهؤلاء النساء، ليتم حمايتهن وتأمين ياة كريمة لهن.

واعتبر جابر، أن فيلم  "الريحان الدامي"؛ وثيقة تظهر حجم الظلم والانتهاكات التي تتعرض لها المزارعات الفلسطينيات داخل مستوطنات الاحتلال، ويظهر غياب اهتمام الجهات المختصة لوجود واستمرار ظاهرة السماسرة، لذلك يجب معاقبة من يقوم بهذا العمل لأنهم يعملون من خلال استغلال حاجة العاملات، من أجل تحقيق الأرباح على ظهور معاناتهن.

 

 

 

iframe