الأحد  22 كانون الأول 2024

"أنا فلسطينية" ضمن مهرجان شاشات الحادي عشر لسينما المرأة في فلسطين

2019-07-23 10:38:32 AM
صبايا ضمن فيلم "يوما ما"

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

ينطلق مهرجان شاشات الحادي عشر لسينما المرأة في فلسطين تحت شعار "أنا فلسطينية"، اليوم الثلاثاء 23 تموز، عند الساعة السادسة مساء في المسرح البلدي لبلدية رام الله، وفي قطاع غزة يفتتح المهرجان اليوم أيضا عند الساعة الثانية عشر ظهرا في قاعة رشاد الشوا، ويشمل المهرجان عدة عروض للعشرة أفلام من إخراج مخرجات فلسطينيات من الضفة الغربية، القدس وقطاع غزة.

وفي مقابلة مع مديرة المهرجان علياء أرصغلي، قالت إن طبيعة الأفلام الموجودة في المهرجان تبحث عن الهوية والانتماء، وكيف أصبحت مجرد شعارات مستهلكة. وأضافت "حاولنا من خلال هذه المجموعة أن نظهر معنى الانتماء للشخص من داخله، حيث طلب من المخرجات، العمل بطريقة إبداعية وبأساليب سينمائية مختلفة عن هذا الانتماء والهوية"، وهذا ما عبرت عنه الأفلام من خلال إظهار الهم الفلسطيني الجمعي بأساليب متنوعة تشمل الرسوم المتحركة، الرقص التعبيري، القصص الشعبية والأساطير.

ووفقا لبيان صادر عن المؤسسة، فإن أفلام "أنا فلسطينية" تشكل جزءا من مشروع "يلا نشوف فيلم!" الذي تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" في غزة ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة"، وهو مشروع ثقافي-مجتمعي ممتد على مدار ثلاث سنوات بتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي وتمويل مساعد من مؤسسة CFD السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.

"يلّا نشوف فيلم!" يشمل إنتاج عشرة أفلام، وإعطاء 60 منحة صغيرة لعروض سينمائية ثم مناقشتها لمجموعات مجتمعية مختلفة من المشاركين، بالإضافة إلى 600 عرض ونقاش سينمائي، و10 برامج تلفزيونية واحدة عن كل فيلم، وحملات إعلامية مستمرة على مدة المشروع، ويستهدف "يلاَ نشوف فيلم!" جمهورا واسعا وفئات مجتمعية مختلفة.

ويسعى من خلال هذه الأنشطة الثقافية السينمائية إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل تلك الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الإنسان، ويشارك بفاعلية في تحديد أولويات التنمية.

ففي فيلم "الراعية"، للمخرجة فداء عطايا، يروي حكاية متخيلة عن منطقتي "وادي المالح وعين الحلوة" في الأغوار الشمالية، اللتان تتعرضان لتهديدات المصادرة والتهجير من قبل الاحتلال، كتعبير عن حياة المرأة الفلسطينية التي تعمل في الرعي والزراعة، التي تعيش ألم فقدان الأرض ومصادر المياه.

أما فيلم "أرض ميتة" للمخرجة أمجاد هب الريح، فيسلط الضوء على شجن وألم امرأتين مزارعتين من قرية عانين في محافظة جنين فقدن ليس فقط أرضهن خلف الجدار، وحرمن من زراعتها أو البناء عليها، بل أيضاً حياتهما المتعلقة بتلك الأرض.

وفيلم "صبايا كليمنجارو" للمخرجة ميساء الشاعر، التي تروي فيه قصة الفتيات الثلاث بعيداً عن الحدود والقيود العائلية ليتسلقن قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا في رحلة جغرافية أصبحت رحلة نفسية في التعرف على الذات.

أما فيلم "يوما ما" للمخرجة أسماء المصري الذي تعرف فيه عن حياة أربع شابات صديقات في قطاع غزة وكيف يمضين يومهن في فيلم روائي سلس أصوله وثائقية، يظهر لنا الوجه الآخر للحياة الغزية بكل حيويتها وتنوعها بعيداً عن الحرب والدمار والانقسام.

أما في "كوفية" فتأخذنا المخرجة أفنان قطراوي إلى منحى آخر من خلال قصة فتاتين تحلمان بالفوز بمسابقة أفلام الموبايل وكيف تحولت كوفية إحداهن من رمز جامع يعبر عن الهوية الفلسطينية، إلى ضمادة لدماء سالت بسبب الانقسام.

وفيلم  "خيوط من حرير" تسلط المخرجة ولاء سعادة الضوء فيه على التاريخ والقصص والمعاني المطرزة في الثوب الفلسطيني منذ التهجير إلى الآن خاصة في حياة بدو بيت حانون، كرمز للاستمرارية الفلسطينية.

وتربط المخرجة زينة رمضان في فيلمها "سرد" الضفة الغربية مع قطاع غزة من خلال تسجيلات صوتية لصديقتين كل منهما في مكان، وذلك من خلال رسوم متحركة تعبر عن تبعات الاختناق الفعلي والوجودي لحياة شابة تسعى لإكمال تعليمها في ظل واقع شبه سريالي.

أما في "ورق دوالي"، للمخرجة دينا أمين، تحكي لنا المخرجة قصة شخصية، حول جدتها ذات الأصول السورية، والتي انتقلت للعيش في مدينة القدس بعد زواجها في فترة الستينات، لتصبح بذلك فلسطينية تقارع الاحتلال يومياً كأي فلسطينية أخرى.

أما المخرجة "الاء الدسوقي"، تروي هي الأخرى قصة جديدة عن "الغول" الذي لطالما سمعنا عنه من جداتنا، ليتحول غول الأساطير في الواقع الفلسطيني لحرب تخيف الأطفال وتخطفهم من عائلاتهم، فالغول لا يخيف أطفالنا، ما يخيفهم حقاً هي الحرب.

وأخيراً في فيلم "أنا فلسطينية" للمخرجة فداء نصر، توثق المخرجة تجربتها الشخصية وحياتها التي تعرضت للكثير من الضغوطات والقيود بسبب المجتمع وعاداته والاحتلال وسياساته، الأمر الذي جعلها تتمنى لو لم تكن فلسطينية ولكنها في النهاية تتساءل إذا لم تكن فلسطينية فماذا ستكون؟

 

وأشارت أرصغلي، أن ما يميز هذا المهرجان هذا العام هو وجود عشرة أفلام لأول مرة، وأيضا طرح موضوع الهوية يعتبر جديدا، لأنه في السابق اقتصرت المواضيع حول حقوق المرأة وغيرها، أما هذا العام تم الربط بين الإبداع والهوية.

ويشار إلى أن، "شاشات" تركز في عملها على سينما المرأة، بهدف العمل على تغيير الصورة الإعلامية النمطية عن المرأة، حتى تصبح هذه الصورة ذات عمق، وتستطيع التعبير عن نفسها بقوتها وضعفها، وتنقل صورة من تجارب وحياة المرأة الإيجابية والسلبية.