الحدث - إسراء أبو عيشة
الثقافة مكمن الاشتباك في ظل وجود احتلال يستغل الرواية لترسيخ وجوده الإستيطاني، وكما يقول الشاعر محمود درويش " من يكتب الرواية يرث أرضها"، ومن هنا كتب الكثير عن فلسطين من باب تأريخ الأحداث عبر الزمان، بدءا من الانتداب وصولا لليوم، إذ أردنا تناول العصر الحديث لها فقط. ، ففي هذا المقال حاولنا أن نجمع عشرة كتب مهمة تتحدث عن فلسطين.
من الممكن أن تكون الأهم حسب قول المدير التنفيذي للمكتبة الشعبية في نابلس، خالد خندقجي لـ "الحدث"، إن الكتب التي تتحدث عن فلسطين هي عبارة عن ثروة كبيرة يجب الحفاظ عليها وقراءتها، والكثير من هذه الكتب كانت ممنوعة ويعتبر اقتناؤها عبارة عن جريمة كبيرة يعاقب عليها الاحتلال، وقد تم إغلاق مكتبتنا "المكتبة الشعبية" في الثمانينات بسبب وجود كتاب "فلسطيني بلا هوية".
ويشير خندقجي، إلى أن الدور الكبير الذي تلعبه الكتب والمكتبات في بناء ثقافة وطنية، حيث شعارنا الدائم "صاحب المكتبة هو من يتحكم بثقافة المجتمع".
وفيما يلي قدم لنا خندقجي أبرز عشرة كتب حول القضية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني:
1. النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود
تأتي أهمية كتاب النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود، للمؤرخ عارف العارف، بأنه وثق المرحلة التي سبقت وتلت النكبة، مستندا في ذلك إلى معايشته الشخصية لأحداثها، حيث قام بتدوين كل الأحداث التي كان يراها بصورة يومية خلال النكبة، فيعتبر هذا الكتاب بأنه مرجع مفصل للمعارك التي كانت تجري بين القوات الصهيونية وجيوش الإنقاذ العربية، التي أكد العارف أن فشلها جاء نتيجة سوء التقديرات السياسيّة للحكومات العربية آنذاك، وعدم مدّها بما كانت تحتاجه عسكريا.
ويشار إلى أن العارف، قام برصد الأماكن والأسماء والأرقام والإحصائيات، وكذلك قام بتوثيق أسماء بعض المتطوعين في جيوش الإنقاذ، وقال العارف في تقديمه للكتاب، "من واجبنا أن ندوّن الحوادث التي حدثت كما حدثت. وأن نذكرها كما هي قبل أن ينسج الدهر عليها خيوط النسيان".
ويعتبر كتاب "فلسطيني بلا هوية"، بأنه مجموعة من المقابلات التي أجراها المؤلف الفرنسي أريك رولو مع أبو إياد صلاح خلف، ويناقش فترة الكفاح المسلح في تاريخ الشعب الفلسطيني، وكيف تعاملت الأنظمة العربية مع الفلسطيني بعد نكبة عام 48 ونكسة 67 .
ويظهر المؤلف الفرنسي أريك رولو، الذي حاوره، بأن الكتاب جاء لتنوير القراء حول تطلعات ونضالات وسيكولوجية الشعب الفلسطيني، وكذلك حول أيديولوجية وتنظيم المقاومة الفلسطينية فى تلك الفترة، ولم يكن الهدف من الكتاب أن يتحدث عن نفسه وعن تجاربه الشخصية.
ويعتقد الكاتب صلاح خلف، أن المواطن الفلسطيني أخطأ حين وثق بالأنظمة العربية، وكذلك حين ترك البلاد خالية للمستوطنين، ويبين أنه كان عليهم الصمود مهما كلف الأمر. وفي النهاية، يعرب أبو إياد عن أخطاء وعجز المقاومة الفلسطينية منذ عشرين سنة.
وهذا الكتاب عبارة عن سلسلة مقابلات أجراها الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو مع المناضل الفلسطيني جورج حبش بشأن مسار الكفاح الفلسطيني وواقعه، في فترة تردي الواقع العربي والانقسام الفلسطيني.
ويروي حبش من خلال كتابه، حالة التشرد والعمل السري، وكذلك العمليات التي كان وراء الإعداد لها، ومنها خطف الطائرات واحتجاز الرهائن. ويظهر علاقاته المضطربة بالأنظمة العربية، ويتحدث كذلك عن خلافاته مع ياسر عرفات، و ولقاءاته مع عبد الناصر وحافظ الأسد وصدام حسين.
ويرصد الكتاب سيرة النضال للحكيم منذ تأسيس حركة القوميين العرب، وتحدث بالتفصيل عن اندلاع الحرب في لبنان والأحداث السياسية المرافقة من اتفاقية كامب ديفيد، ثم الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.
ويبين الكتاب، بأن الحكيم ظلّ الحكيم، حتى لحظاته الأخيرة، مدافعاً نزيهاً عن القضية الفلسطينية، ومخلصاً لما ناضل من أجله طوال حياته وهو الاعتراف بالحقوق الشرعية للفلسطينيين، وبناء دولة علمانية تجمع العرب واليهود.
ويعتبر هذا الكتاب للكاتب إيلان بابيه؛ من الكتب الجريئة التي تناولت القضية الفلسطينية بطريقة جديدة وهي الخروج عن الرواية الرسمية، عن طريق تسجيل شهادة موثقة عن حرب التطهير العنصري التي تعتبرها إسرائيل حرب التحرير.
واعتبر الدكتور ريتشارد فولك، أستاذ القانون الدولي وممارسته في جامعة برينستون، ومقرر حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية سابقا، أن "إيلان بابيه ألف كتابا مدهشا بما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية وحاضرها ومستقبلها". النظرة الثاقبة التي وظفها البروفيسور بابيه في بحثه، وكذلك شجاعته؛ وجهتا خطاه للتنقيب والكشف عن أكبر عدد من الجرائم؛ فهو ينظر أيضا إلى الحروب التي حدثت في غزة بمنظور جرائم التطهير العراقي.
وفي الكتاب معلومات توثق حرب 1948 والأعمال الوحشية التي حدثت في القرى، والإعدامات الجماعية، وتعذيب الضحايا.
ويشير بابيه، إلى أن فكرة تهجير العرب من ديارهم كانت في أذهان القادة الصهاينة منذ ثلاثينات القرن الماضي. "كانت رؤية الدولة القومية اليهودية المحضة راسخة في صميم الأيديولوجيا الصهيونية منذ أن برزت الحركة أواخر القرن التاسع عشر".
ويختم بابيه الكتاب بالقول، إن إسرائيل كدولة وكشعب ليست نادمة على ما فعلت بحق الفلسطينيين.
وما يميز هذا الكتاب بأنه يقدم صورة شاملة لما حدث من أعمال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، أصحاب الأرض، عامي 1947 و 1948، بأسلوب علمي جريء، خاصة أنّ مؤلفه مؤرخ يهودي يساري، حاول دحض مزاعم الصهيونية والأفكار التي حاولت أن تروجها إسرائيل لشعبها وللعالم على مدار العقود السابقة. وتأتي أهمية الكتاب لكونه يعتمد على أرشيف الحركة الصهيونية والأرشيفات العسكرية من جهة، وعلى شهادات الناجين من المجازر من جهة أخرى.
ويعتبر هذا الكتاب مرجعا وأساسا لمعرفة الأعمال الصهيونية، وعمليات التطهير العرقي، لأن المؤلف وليد الخالدي قدم توصيفا دقيقا لـ 418 قرية فلسطينية قام الاحتلال بتدميرها وتهجير سكانها.
ويشير الخالدي، أن عدد القرى التي نجت من التدمير لا تتجاوز عشرات القرى، بينما تعرضت البقية منها إلى تدمير تام نزح منهم ما يقارب 390 ألفا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
ويتميز هذا كتاب بقيام الخالدي بتدوينه لأسماء 950 شهيدا وجريحا استشهدوا دفاعا عن قراهم.
أعده الدكتور عبد الوهاب الكيالي، ويعتبر ركيزة أساسية لدراسة تاريخ القضية الفلسطينية، وتم إعادة طبعه أكثر من 11 مرة.
ويلخص هذا الكتاب تاريخ فلسطين، ويشدد على الأحداث الرئيسية في تاريخ فلسطين الحديث، بداية من الهجرة الصهيونية الأولى عام 1881، وحتى بداية الحرب العالمية الثانية ونهاية الثورة الفلسطينية الكبرى. وقد ركز على الوثائق البريطانية السرية الرسمية والوثائق الصهيونية السرية، بالإضافة إلى مصادر عربية أولية.
قدم المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، كتابه دليل الفصائل الفلسطينية كدراسة تعريفية عن تاريخ ونشأة الفصائل الفلسطينية.
وتأتي أهمية الكتاب بأنه يقدم تعريفا بتاريخ نشأة كل فصيل فلسطيني، وأيديولوجيته.
يتناول مؤلف الكتاب الدكتور يزيد صايغ، تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، من قيام «دولة إسرائيل» سنة 1948، حتى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وقد وصفت "أكسفورد" أن هذا الكتاب يعتبر العمل الأهم في مجاله، لأنه يقدم تحليلا وتفاصيل دقيقة من الأرشيفات الخاصة بياسر عرفات وكذلك بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومقابلات مع أكثر من أربعمئة سياسي وعسكري فلسطيني.
ويؤكد الكتاب على أهمية وجود الكفاح المسلح من خلال إظهار دوره في إعادة الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية، وتقديم تصور جديد للفلسطيني.
وتأتي هذه الدراسة لروجيه غارودي، كمحاولة لاسترجاع فلسطين ودورها الحضاري الكبير من خلال إنقاذها من أساطير الصهاينة وعقائدهم العنصرية والسياسية، بأن هذه الأرض هبة من الله لهم.
ويتناول الكتاب دراسة لتاريخ نشوء العقيدة الصهيونية ومنطقة القائم على التمييز العنصري ويفضح الكتاب الصهيونية السياسية على أنها خيانة لجوهر الدين اليهودي.
ويرصد الكتاب عرضا تاريخيا للدور الحضاري الرائد الذي لعبته فلسطين على مدى أربعة آلاف عام من تاريخها.
يحاول الدكتور محسن صالح من خلال كتابه هذا، تقديم القضية الفلسطينية بصورة عامة وسهلة، حتى يسهل على القارئ فهم الصورة الشاملة للقضية، في أي مرحلة من المراحل.
وقد كتبت هذه الدراسة بصيغة علمية موثقة وبلغة سهلة، لكنها مليئة بالمعلومات القيمة والمحدثة، بعيدة كل البعد عن الخطاب الإنشائي العاطفي.