الخميس  21 تشرين الثاني 2024

كتاب يفضح رفض أمريكا إيواء اليهود الهاربين من هتلر فأُحرقوا في "الهولوكست"

"المرفوضون"

2019-08-06 12:38:07 PM
كتاب يفضح رفض أمريكا إيواء اليهود الهاربين من هتلر فأُحرقوا في
الهولوكست

الحدث الدولي- رولا حسنين

ما يمكن اخفاؤه بالعلاقات الدبلوماسية الحالية، لا يمكن اخفاؤه عبر التاريخ، ولأن الكتابة فعل ضروري لتأريخ التاريخ والأحداث، لا بد أن تُحارب وتُرفض وتثير ضجة، خاصة إذا تناولت مواضيع لا يمكن إثارتها لدواعٍ سياسية، كقضية نبذ أمريكا لليهود ورفضها ايوائهم، كأحد أسباب تعرضهم لمحرقة "الهولوكوست" على يد هتلر قديماً. هذا التاريخ يثير ضجة في أمريكا بعد الكشف عنه وتناوله في كتاب للصحفي مايكل دوبز بعنوان "المرفوضون: أميركا واليهود وقرية بينهما".

الكتاب يتناول تاريخياً رفض الحكومة الأمريكية آنذاك إيواء اليهود الذين هربوا من النازية في ألمانيا، بوصفهم "المرفوضون" وربما لتأجيج العاطفة الإنسانية تناول الكتاب بالتحديد قصة طفلة يهودية كانت بعمر الأربعة عشر عاماً تدعى هايدي واشنهايمر والتي كانت تعيش مع عائلتها في كيبنهايم البولنية.

في عام 1939، احتلت القوات النازية بقيادة أدوف هتلر، بولندا، بدأت بنقل اليهود الى معسكرات الإبادة، وفي محاولة النجاة كان بعض اليهود يهربون الى فرنسا، بينما حاولت عائلة واشنهايمر اليهودية الهرب الى أمريكا ولم تنجح وذلك نتيجة قرار أصدره الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت، بمنع دخول اليهود الى أمريكا، وأصدر قراراه للسفارات الأمريكية في العالم بعدم منح اللاجئين اليهود تأشيرات سفر لأمريكا، وطال القرار أطفال اليهود اللاجئين أيضاً.

ومع انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية، واجه اليهود محرقة النازية ضدهم بما عُرفت تاريخياً بمحرقة "الهولوكست" كأبشع محرقة في ذلك الوقت حيث أحرقت نحو 6 مليون يهودي، وكان من ضمن هؤلاء الضحايا والديّ الطفلة اليهودية هيدي عام 1942.

وحاول الكتاب تفسير سبب رفض استقبال اللاجئين اليهود، بأن الأمريكيين كانوا يخشون من ارتفاع نسبة اليهود في أمريكا، كونهم أشخاص يميلون الى العزلة وعدم تقبّل الآخر الذي لا يشببهم. لذلك لا يحبذ الأمريكيون الحديث عن المحرقة بتفاصيل، يكتفون بإنكارها ورفضها.

وتطرق الكتاب الى أن الجيل الأمريكي الجديد لا يعرف ماهية المحرقة ولا يريد أن يعرف ما حصل مع اليهود. ولم يسمع عن المحرقة شيء، ولا يعرف ماذا يعني "هولوكست".

يأتي انتشار هذا الكتاب في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتخذ ذات القرار ولكن ضد المسلمين، ويرفض بدعم سياسي تقبل فكرة اللاجئين في أمريكا، حيث يستشهد الكتاب في نهايته بأقول سيناتور أميركي معارض للمهاجرين: "إذا كانت لدي صلاحية سأبنى جداراً حول الولايات المتحدة مرتفعاً وآمناً ولا يقدر أي لاجئ أجنبي من أي دولة على وجه الأرض أن يتسلقه".

وينهي دوبز كتابه، في المكان الذي كانت تسكنه عائلة الطفلة اليهودية هايدي واشنهايمر "في الشارع وعلى الجانب الآخر من منزل واشنهايمر التي نقلت الى معسكر "أوشفتش" وأحرقت، يوجد منزل فيه عائلة كردية هربت من سوريا، إن التاريخ يعيد نفسه!".