الحدث الثقافي
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، في طبعةٍ جزائرية؛ روايةٌ جديدةٌ للروائي الجزائري عمارة لخوص، حملت عنوان "طير الليل". وذلك بالشراكة مع دار حبر للنشر التي ستتولى توفيرها في مكتبات ونقاط التوزيع الجزائرية بعد المعرض الدولي للكتاب المقبل (سيلا 24). وستصدر الرواية في بيروت، خلال الأيام المقبلة، في طبعةٍ عربية.
تضعنا "طير الليل" في قلبِ مدينة وَهْران، صبيحة عيد الاستقلال؛ حيثُ يُعثر على مجاهدٍ سابق في ثورة التّحرير مذبوحاً. يقطعُ قائدُ وحدة مكافحة الإرهاب العقيد كريم سلطاني إجازته ليتولّى التّحقيق وثلاثة أسئلة تُلحُّ عليه: مَنْ قَتَلَ ميلود صبري؟ لماذا في هذا اليوم بالذّات؟ وهل في ذلك علامة على عودة سنوات الإرهاب في التِّسعينيَّات وتصفية الخصوم؟ ينطلق التحقيق عبر أحياء وَهران وضواحيها، تتشابك فيه الفرضيَّات وتتوالى المفاجآت، وتُصادِفُنا، شيئاً فشيئاً، شخصياتٌ بالغةُ التعقيد ونكتشف جوانبَ مِنَ التَّاريخ السِّري لثورة التحرير ومَسْحاً لما حصل في سنوات الاستقلال طيلة ستِّين عاماً. فمن خلال حبكة مبتكَرة تدور وقائعها في يوم واحد فقط، يستدرجُنا المؤلِّف إلى الحياة الخفيَّة لعصابات المال والسّياسة والفساد. ويلامس مواضيع عديدة مثل الحُبّ والعنف والحقد والوفاء والنذالة والخيانة وتصفية الحسابات وقَتْل الأخ لأخيه، قبل أن يصل بنا إلى حَلِّ خُيُوط الجريمة من حيثُ لم نتوقَّع.
لم يجد العقيد كريم سلطاني صعوبةً تُذكَر لرَكْن السَّيَّارة أمام فيلَّا بديعة، بُنيت على الطراز القديم أيَّام الاستعمار، لم يكن هناك أثر لقوَّات الأمن، فأدرك أن الجريمة لا تزال في طيِّ الكتمان. سار خلف العميد بلقاسمي الذي أسرع الخُطى، فولج العقيد البوَّابة الرئيسة، وظهرت له حديقة مليئة بأشجار البرتقال والليمون، متناسقة في الطول والعرض، وطاف ببصره على الزُّهُور المختلفة الأنواع الموزَّعة بإحكام وذوق رفيع. اقترب من وردة حمراء، فمَدَّ يده، ولمسها برفق، ثمَّ انحنى وقرَّب أنفه، فاشتمّ أريجها. لحق بالعميد، وصعد إلى الطابق الأوَّل، فرأى باباً مفتوحاً في آخر الرواق، قَصَدَهُ، فوجد نفسه في غرفة نوم فسيحة، تُطلُّ على شرفة كبيرة، كانت الرائحة تزكم الأُنُوف رغم أن النوافذ مفتوحة. أوَّلُ وجهٍ وَقَعَ عليه بصره هو الطبيب الشّرعيّ عبدو حملاوي وكانت علامات النعاس لا تزال عالقة بعينَيْه، ربَّما جيء به على عجل دون السماح له بغَسْل وجهه. بعد خطوات، وقف كريم وجهاً لوجه أمام الجثَّة. كان القتيل عارياً، مُقيَّد اليَدَيْن والقَدَمَيْن وسط خليط من الدم والبول والبراز. اقترب أكثر فرأى أرنبة الأنف على الصدر، وعلامات الذَّبْح من الوريد إلى الوريد.
عمارة لخوص من مواليد 1970 بالجزائر العاصمة، يكتب بالعربية والإيطالية، تخرّج من معهد الفلسفة بجامعة الجزائر عام 1994. أقام في إيطاليا 18 عاما، حصل على دكتوراه في الأنثروبولوجيا من جامعة روما. يقيم في نيويورك منذ 2014.
"البق والقرصان" (رواية بالعربية والإيطالية ، ترجمة فرانشيسكو ليجّو)، روما 1999.
"كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك"، الجزائر 2003 وبيروت 2006. أعاد المؤلف كتابتها بالإيطالية بعنوان "صدام الحضارات حول مصعد في ساحة فيتوريو"، روما 2006 وترجمت إلى ثماني لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والهولندية واليابانية والدنماركية والأمازيغية. كما اقتبست إلى فيلم سينمائي عام 2010 من إخراج إيزوتا توزو. حازت الرواية على جائزة فلايانو الأدبية الدولية وجائزة راكلماري - ليوناردو شاشه عام 2006، إضافة إلى جائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008.
"القاهرة الصغيرة" (رواية بالعربية والإيطالية)، بيروت وروما 2010. ترجمت من الإيطالية إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية.
"فتنة الخنزير الصغير في سان سالفاريو" (رواية بالإيطالية)، روما 2012. ترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية.
"مزحة العذراء الصّغيرة في شارع أورميا" (رواية بالإيطالية)، روما 2014. ترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية.
سيكون المؤلف حاضراً في حفل إطلاق وتوقيع كتابه "طير الليل" في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، سيلا 24 في المواعيد التالية:
1- الأربعاء 06-11-2019 على الساعة الثالثة زوالا، توقيع في جناح منشورات المتوسط.
2- الخميس 07-11-2019 على الساعة 11 صباحاً، توقيع في جناح دار حبر للنشر.
3- الخميس 07-11-2019 على الساعة 11 صباحاً، ندوة بعنوان "المغامرة الأديبة واللغوية لعمارة لخوص" بمشاركة السفير الإيطالي في الجزائر باسكوالي فرارا والأستاذة خولة طالب الإبراهيمي والمترجم الإيطالي فرانشيسكو ليجّو.