السبت  23 تشرين الثاني 2024

أدب المعتقلات بين القيمة الفنية والقيمة الاجتماعية

2020-01-27 08:40:16 AM
أدب المعتقلات بين القيمة الفنية والقيمة الاجتماعية
تصوير: إيهاب العاروري

الحدث - سجود عاصي

احتفلت وزارة الثقافة الفلسطينية، أمس الأحد، بإطلاق ثلاثة إصدارات فلسطينية جديدة من أدب المعتقلات والسجون في مقر الوزارة الكائن في مدينة رام الله. والإصدارات هي: الصدور العارية للكاتب خالد الزبدة، والعناب المر لـ أسامة المغربي، وثقافة الإرداة وإرادة الثقافة للدكتور حسن عبد الله.

وقال وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف خلال حفل إشهار الكتب الثلاثة، إن أدب السجون أو المعتقلات هو جزء من اهتمام وزارته في سبيل حماية الموروث الثقافي الفلسطيني، لأن السجون كانت قلاعا وأكاديميات، "والتركيز على أدب السجون هو تركيز على ما تحمله الثورة الفلسطينية، والإبقاء على الحكاية الفلسطينية".

د. عاطف أبو سيف

وأضاف أبو سيف، أن "مهمتنا الأساسية تكمن في الحفاظ على الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية وجزء من ذلك هو الحفاظ على الثقافة الفلسطينية الأصيلة. وجاء اهتمام وزارة الثقافة بأدب السجون للتأكيد على عمق العلاقة بين الأسرى والثقافة فمهمتنا نشر إنتاجات الحركة الأسيرة وتعميمها".

وقدم الكاتب والناقد الفلسطيني عادل الأسطة للإصدارات الثلاثة، فـ "العناب المر" رواية كتبت في عام 1994 ولكن تأخرت طباعتها ونشرها حتى عام 2020 لأن من يكتب ضمن أدب السجون يواجه جملة من التحديات، فرواية المغربي فيها جزء من تجربة الكاتب الشخصية الذي التحق في صفوف إحدى الفصائل وشارك في الانتفاضة.

وأوضح الناقد الأسطل، أن ما يميز رواية العناب المر، هو أنها كتبت عن الانتفاضة من قبل شخص شارك في الانتفاضة "فقليلون من شاركوا في الانتفاضة وكتبوا عنها وجاءت العناب المر لتظهر جانبا إيجابيا للانتفاضة، على الرغم من أنها تتحدث عن الضعف الذي أصاب الانتفاضة حيث بدأت فضائل معينة بإنتاج شكلين من النضال داخلها، وهو ما يذكر ببساطة السرد التي تذكر بالشعارية حيث تسرد وقائع الفلسطينيين بسردية متسلسلة وفيها نوع من البساطة والتشويق".

وما يميز رواية العناب المر كذلك، بحسب الأسطل، روح الدعابة "التي تحتاج من الشخص لأن يبحث عنها عندما يكتب نصا ما، والدعابة تغيب عن أعمال الكثيرين فكان توفيق زياد أول من شكل اللبنة الرئيسية التي تمثل روح الدعابة في العمل الأدبي الفلسطيني".

رواية العناب المر

وحول كتاب "ثقافة الإرادة وإرادة الثقافة" للكاتب الدكتور حسن عبد الله، فإن الأسطل يرى أنه عمل خاص بفن/ عمل الرسالة، "فالعنوان يفتح المخيلة للحديث عن أدب السجون في الأدب العربي اللافت للنظر، نحن الفلسطينيين التفتنا إليه في السبعينيات حينما صدر أول ديوان شعري فيه مجموعة من القصائد كتبها مجموعة من الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي".

واعتبر أن كتاب د. حسن عبد الله كتابا قيما أنجز خلال سنوات عديدة وهو كتاب فريد ومميز في بابه، فهو كتاب التفت إلى الرسالة التي يكتبها الأسير داخل سجنه في التعبير عن مشاعرهم.

كتاب ثقافة الإرادة وإرادة الثقافة

وفيما يتعلق بكتاب "الصدور العارية" للكاتب خالد الزبدة، فإن الناقد الأسطل يرى أن دلالة العنوان جاءت من (نص مقتبس من الكتاب): "كنا نعيش أكثر أوقاتنا في غرف مغلقة، وبين أربعة جدران، وأصبحنا نعاني من الروماتيزم، والرطوبة، فالشمس لا تدخل إلى غرفنا، ولا مكان للتحرك ولا تستوعب الغرفة بالغالب لأكثر من اثنين بحرية الحركة، وعلى من يتحرك أن ينظر يمينه وشماله حتى لا يصطدم بأحد الأسرى، وساعتا النزهة لا تكفي، ولا يحصل جسدنا على كفايته من الشمس، لذلك قرر بعض الأسرى، وبشكل شخصي نزع قمصانهم، وتعريض صدورهم للشمس، إلا أن إدارة المعتقل لم تستوعب هذه الخطوة من قبل الأسرى، وأخذت البعض منهم إلى الزنازين الانفرادية، وبذلك أصبحت مشكلة عامة وليست مشكلة تخص البعض".

فهو كتاب يرصد حياة الأسرى داخل السجون خاصة العلاقة بين الفصائل والتنظيمات، "ففيه حكايا وقصص عن تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها الأسير"، وهناك فترة زمنية بين عيش التجربة التي فيها جزء من حياة الكاتب كذلك، وما بين الكتابة، التي اعتمدت على الذاكرة، "وهناك أحداث تبقى تلح على الذاكرة".

الصدور العارية

ويرى الأسطل، أن جماليات النصوص وأدب السجون معظمها تقرأ لقيمتها الاجتماعية وليس لقيمتها الجمالية، "فكثير من الذين كتبوا عن الأسر غير متمكنين، خاصة روايات الأحداث، وقيمتها الجمالية ضعيفة مقارنة بقيمتها الاجتماعية الغاية في الأهمية".

جانب من الحضور