الأحد  22 كانون الأول 2024

بحث في جامعة كوبنهاجن حول الأسلوب الروائي للكاتبة الفلسطينية فدى جريس

2020-08-10 11:08:42 AM
بحث في جامعة كوبنهاجن حول الأسلوب الروائي للكاتبة الفلسطينية فدى جريس
غلاف كتاب "القفص" للكاتبة فدى جريس

 

 الحدث الثقافي 

أعدّت الطالبة فاطمة جريّح، في قسم بكالوريوس دراسات الشرق الأوسط بجامعة كوبنهاجن في الدانمارك، بحثًا حول "الأسلوب الروائي للكاتبة فدى جريس". وبدأت بالتساؤل حول دور الكاتب، فيما لو كان تربويًا، فنيًا، أو التزاميًا. ثم حللت انعكاس نظرية "الحوارية" للفيلسوف باختين على قصة فدى جريس، "القفص"، ومدى التزام الكاتبة بالقضية الفلسطينية، من خلال تحليل قصصها ومناقشة أبعاد أسلوبها الروائي، ومقارنته بأسلوب المخرج "إيليا سليمان" في فيلم "يد إلهية".

وتقول الباحثة، العراقية الأصل والتي تعيش الآن في النجف: "لو أردنا أن نسلط نظرة باختينية على الأصوات الممثلة في قصة ’القفص' لوجدنا أن الكاتبة استخدمت صوتًا أو أيديولوجية واحدة وهي أيديولوجية من يعيش تحت الاحتلال بكل أطيافها، فنجد اليائس والغاضب والمتوسل والمستسلم والمنهزم والمنتقد والمكافح". وترى جريس أن كتابة القصص هي طريقة للتنفيس والاحتجاج على ظلم أو اضطهاد، مشيرة إلى أنها عاشت أيضًا حياة المنفى الفعلي والمعنوي، فالفعلي كان حينما عاشت في بيروت وقبرص وكندا، أما المعنوي فكان حين رجعت إلى الحياة في الجليل وتعرضت للعنصرية الإسرائيلية والتمييز، مما دفعها للانتقال إلى رام الله.

من فيلم "يد إلهية" تشير الباحثة إلى أن أسلوب إيليا سليمان أيضًا "مناجاتي" بحسب باختين، فالمخرج ينقل لنا معاناة الفلسطينيين فقط، لكن بالرغم من طرحه الانحيازي لأيديولوجية المقاومة إلا أنه ينتقد الروابط الاجتماعية بين الفلسطينيين أيضًا، وهذا ما تطرحه جريس في بعض قصصها أيضًا.

أشرفت على البحث الدكتورة جون ضاحي، وهي سورية الأب ودانماركية الأم، وكانت والدتها قد عاشت في سوريا في الخمسينيات وشهدت تبعات ما حصل للفلسطينيين. أدركت ضاحي معنى أن تكون فلسطينيًا عندما تزوجت من فلسطيني قدم إلى الدانمارك من لبنان وحربه، وأضافت "رأيت ما معنى أن تكون مضطرًا باستمرار لإثبات ليس هويتك فقط، بل وجودك"، وتساءلت عن معنى المقاومة وهل للمقاومة حدود؟ وما معنى أن تجد نفسك فجأة خارج الأحداث الحاسمة للهوية الفلسطينية وتعيش البقية عبر قنوات التلفزيون، كما يصف محمود درويش في قصيدته "أبعد من التماهي".

تم إنشاء كرسي لدراسة اللغة العربية في جامعة كوبنهاغن منذ 500 عام تقريبًا، وتعلق ذلك بالإصلاحات الدينية الأوروبية عامة. يلتحق بدراسة اللغة العربية نحو 60 طالبا كل سنة، ومطلوب من كل منهم قضاء فصل جامعي واحد في الخارج لتعلم اللغة والاحتكاك المباشر بثقافتها. يذهب معظم الطلاب إلى مصر والأردن وعُمان، ومنهم من أتوا إلى فلسطين للدراسة في جامعة بيرزيت وجامعة القدس وجامعة النجاح.

ويأتي هذا البحث عن أعمال الكاتبة جريس بعد دراسة سابقة: ""زمن العودة – تحليل العناصر الزمكانية في قصص الأديبة الفلسطينية فدى جريس"، أجرتها الباحثة والناقدة السويسرية ليونور غارسيا عام 2017 في قسم اللغة والأدب والحضارة العربية بجامعة جنيف، وحصلت من خلالها على درجة الماجستير.