الأحد  22 كانون الأول 2024

صدور الأعمال الشعرية الكاملة للراحل حسن البحيري

2021-04-18 01:15:24 PM
صدور الأعمال الشعرية الكاملة للراحل حسن البحيري
غلاف كتاب صنّاجة فلسطين

الحدث الثقافي

صدر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل حسن البحيري.

والراحل البحيري، مولود في حيفا عام 1921 وتوفي عام 1998، وقد اكتسب ثقافته بطريقة ذاتية جعلته يتقن 3 لغات ويتعمق في اللغة العربية في البحث والدراسة، ثم شارك مع المجاهدين في الدفاع عن فلسطين في حرب عام 48، لينتقل بعد النكبة للاستقرار مع أمه في دمشق ليواصل عمله من هناك في الإذاعة السورية منذ عام 1948 حتى تقاعده عام 1978.

وكان مشرفا على عدد من البرامج، وقد عُيِّنَ مراقبا للقسم الأدبي، ثم رئيس دائرة البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفزيون السوري، وقد كرَّمهُ الرئيس الشهيد ياسر عرفات بوسام القدس للثقافة والفنون والآداب في احتفال كبير في القاهرة عام 1990.

تحتوي الأعمال الشعرية الصادرة عن الاتحاد على أكثر من 1416 صفحة موزعة على ثلاثة أجزاء مشتملة على 13 مجموعة شعرية بدءا بالمجموعة الشعرية الأولى "الأصائل والأسحار" الصادرة عام 1943 حتى آخر مجموعة شعرية بعنوان "ألوان" الصادرة عام 1995.

وقدّم الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني للأعمال الكاملة بقوله:

"وهكذا كَلِفَ البحيري بحيفاه، مُصْعِداً في حبها، ولم تثنه الأمكنة وهو جوَّابها، ولا المغتربات وهو جَوَّالها عن جنونه بحيفا وتعلُّقه بأهداب جماله الوهَّاج.

وأكاد أجزم أنَّه لم تقع عيناي فيما جُلت بين أوراق الشعرية المعاصرة على شاعر توحَّد مع فلسطين كتوحُّد البحيري، الذي أخاله بحتريَّاً جديداً، وصَّافاً لترابها القمريِّ وأرضها السماء، بكل هذا الوجدان الطافح بالعشق التيَّاه. فتراب فلسطين، حنّاء تلتهب خَلَلَه شقائق دم الشهداء، بما فيها من حزم وعزم، تراب زمزماتها معاند جلادة الكرمل المهيب.

فتراب هذه الفلسطين ليس مركّباً من ثاني أُوكسيد السيلكون وأملاح الكالسيوم والمنغنيز والحديد، فهو عند البحيري مركَّبٌ من نثير الذهب وهَبْو الماس المعجون باليواقيت والفيروز والزمرُّد.  ترابٌ رانخٌ بسيّال الدم الحربي والجراحات النوازف. ترابٌ ليس كمثله شيء، هو إكسير الصمود الأسطوري والعناد المقدَّس.

وهو يقارب بحبِّه لحيفاه الشاعر المغايِر رسول حمزاتوف في وصفه لتراب وطنه في كتابه الساحر "داغستان بلدي"، وفيه أنَّ نقل حفنة من تراب داغستان إلى خارجها تستدعي استشارة مشايخ داغستان وأخذ رأيهم بِفِتْيا، فاليقين في عشق الوطن أنَّ نقل ترابه إلى الخارج ممنوع، وعندما عرفوا أن طالبي هذه الحفنة هم أحفاد "شامل"، البطل الداغستاني الذي قاوم الاستعمار القيصري خمسة وعشرين عاماً قالوا: لأحفاد "شامل" تُعطى حفنة من تراب الوطن، أما لغيرهم فلا.  هكذا يعشق شاعرٌ وطنه ويرفعه إلى أقرب نقطة من سماء الله".

وقدم لهذه الأعمال الشعرية الناقد الدكتور صبحي عبيد في تقديم ثانٍ، جاء فيه:

"لم يكن يؤنس البحيري في بيته إلا مكتبته وقصائده التي يحنو عليها حنوّ الوالد على أولاده، يضاف إلى ذلك اللوحات التي تُظْهرُ معالم المدن الفلسطينية. إن بيت البحيري معرض للصور الفلسطينية، وقد أخبرني الشاعر أنه عازم على إهداء بيته بكل ما فيه لفلسطين ليكون مركزا ثقافيا فلسطينيا يحمل اسمه وجاء في وصيته ما يأتي:

وصيتي أن يُوقَفَ بيتي بعد موتي مركزاً ثقافياً باسم:

"بيت فلسطين"

"مركز الشاعر حسن البحيري الثقافي"

وأوصيتُ أن يبقى فيه هذا البيتان معلّقين على أحد جدرانه:

هذا عطائي – على جُهدِ المُقِلّ – لكُم

أبناءَ قومي.. ولم أَخصُصْ بهِ أحدا

كالعشبِ تخضلُّ حولَ القبرِ نضرَتُهُ

وليس يَعرِف من في لحدِهِ رقَدا

هكذا كان البحيري شاعرا فلسطينيا ملتزما طوال حياته، لقد غمره حب فلسطين وسيطر على مشاعره سيطرة كاملة، فما عاد يزن الأمور إلا بميزانها حبا وبغضا، ليس لأحد فضل على البحيري في ثقافته، فهو الذي بنى صرح هذه الثقافة لَبِنة لبنة، حتى سمت وعلت وأصبحت كالبنيان المرصوص، كان معلِّمَ نفسه بعد أن حالت الظروف القاسية بينه وبين مواصلة التعليم".

يذكر أن الأعمال الشعرية الكاملة صدرت بدعم من وزارة الإعلام في إطار اتفاق لتظهير مجموعة من الأعمال الإبداعية التي توثق وتؤصل للحياة الثقافية في فلسطين، وقام بعملية الإخراج الداخلي للأعمال الكاملة الشاعر محمد حلمي الريشة، وتخطيط الغلاف الخطاط أحمد المفتي، وتصميم الغلاف محمد فالح مرشد، والصف الضوئي رولا عاصي.