الأحد  24 تشرين الثاني 2024

سجلّات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض...رواية جديدة لوول سوينكا

2021-10-18 10:52:10 AM
سجلّات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض...رواية جديدة لوول سوينكا
وول سوينكا

الحدث- إصدارات

صدرت للروائي والشاعر والكاتب المسرحي النيجيري وول سوينكا رواية جديدة تحمل عنوان "سجلات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض" Chronicles of the Happiest People on Earth، عن ثلاث دور نشر في نيجيريا والولايات المتحدة وبريطانيا. وتأتي الرواية بعد توقف الكاتب (84 عاما) عن كتابة الرواية لما يقارب الخمسين عاماً.

الرواية التي جاء عنوانها تهكمياً اتكأت على تقرير إخباري عن تصنيف نيجيريا العالي في دراسة استقصائية عالمية للتفاؤل. وعلى الرغم من الهجاء المهيمن في الرواية والذي يبدو كوسيلة لاستكشاف مفترق الطرق بين الفساد والتعصب الديني وإرث الانقسام الاستعماري، وعلى الرغم من كل النغمات الساخرة والتورية والتلاعب بالأسماء، فإنّ «سجلات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض» هي رواية متشائمة.

فالرواية تتحدث عن الفوضى والعنف والتعصّب ومافيات النهب، وغرق نيجيريا في مستنقع من أكاذيب السلطة، و«المنافسة الضارية على تدنيس البشر، جسدياً وعقلياً»، من دون أن يهمل سوينكا جرائم بوكو حرام، إذ تباع أعضاء الضحايا المشوّهين في سوق سوداء. عند هذه النقطة «تبدأ أسرار الأمة القبيحة في الظهور» عبر هجاء سياسي لاذع، ورثاء عميق لروح الأمة، يتسرّب من بين سطور الرواية.

يكتب سوينكا في السجلات عن مجموعة من الشخصيات المتشابكة في دوامة من الخطوط التي تتشكل في النهاية حول جريمة القتل الغامضة لمهندس مشهور ومحترم، والذي عُرض عليه منصب في الأمم المتحدة يمثل نيجيريا، ويبدو أنه فرصة العمر له ولعائلته.

لكنها في الواقع خدعة لإخراجه من البلاد، وبعيدا عن أي احتمال يجد هذا المهندس نفسه فجأة متورطا في فساد قادة الأمة، وقال رئيس الوزراء مازحا  في الرواية "تم تسليم هذه الرحلة النهائية إلينا على طبق من ذهب". 

وقبل أن يتمكن من المغادرة إلى منصبه المرموق الجديد، يجد المهندس نفسه في مرمى نيران خطة شائنة من قبل رئيس الوزراء جودفري دانفيري (المعروف أيضا باسم السير جودي، وممثل الشعب)، والبابا دافينا، الذي رآه يخدع الكنيسة بتغير هواياته عدة مرات، ويتم إنهاء حياة هذا الشاب بزرع قنبلة في منزله. 

ورغم هذه النهاية غير السعيدة، إلا شخصيات سوينكا تم خلقها لإظهار أن أرضهم الأرض السعيدة للجميع أمام العالم.  ويبدو عنوان الرواية على أنه سخرية مرة  من استطلاع مركز "جالوب" في عام 2011 الذي يظهر نيجيريا كواحدة من أسعد البلدان في العالم، وإن التخطيط للمهرجان السنوي لأهل السعادة في البلاد يحفز الرواية ويشكل مفارقة صارخة.

 في النصف الثاني من الرواية، بدأ أفضل صديق للمهندس "بيتان باين" في احتلال مركز الصدارة حيث أصيب الجراح كيجاري مينكا بالرعب عندما تمت دعوته للانضمام إلى هذه الشبكة المروعة من القتل الجماعي. ورغم وجود بعض الحبكات الفرعية، إلا أن القصة تتبع مينكا بينما يتمسك بشدة بأخلاقه أثناء التنقل في عالم مليء بالرعب والعنف الذي لا نهاية له على ما يبدو. إنه عمل مربح يزدهر على نظام المعتقدات الثقافية للناس بأن الأعضاء البشرية لها خصائص للمساعدة في السحر المستخدم لاكتساب النجاح والقوة، أو التسبب في سقوط العدو.