الحدث الثقافي- إصدارات
صدر حديثا عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب للباحث الفلسطيني أحمد عز الدين أسعد، بعنوان بلاد على أهبة الفجر: العصيان المدني والحياة اليومية في بيت ساحور، ويبحث الكتاب في العصيان المدني في مدينة بيت ساحور إبان الانتفاضة الأولى.
تناول الباحث في كتابه الذي يقع في 528 صفحة أدوات العصيان التي طورها أهالي بيت ساحور والأساليب المختلفة التي قاوموا فيها هجمات الاحتلال.
اعتمد أسعد في تحليله على مقابلات شخصية مع أهالي المدينة لتوثيق شهاداتهم، وتحليلهم لتجربة العصيان الذي هم جزء منه وذلك لتقديم تصور عام عن العصيان المدني في سياقه الفكري، كما جاء في مقدمة الكتاب.
وتبين الحكايات والقصص والوقائع الواردة في الكتاب أن أهالي بيت ساحور أبدعوا في توظيف فنون المقاومة بما أسماه الكتاب العصيان بالحيلة لأنهم مارسوا سلطتهم الاجتماعية والثقافية والحياتية على الجنود ورجال الضرائب، ولم ينكسروا، رغم شدة القمع والحصار، كما وطوروا أدوات مقاومة بسيطة من خلال حياتهم اليومية ساهمت في تعزيز صمودهم وتقديم صورة بطولية وأسطورية عن واقعهم وصبرهم وعيشهم تحت الحصار الطويل والقمع.
وحاول أسعد في كتابه أن يقدم قراءة جديدة للعصيان المدني، ووظف نظريات علم الاجتماع والفكر والفلسفة وعلم الإنسان والتاريخ الاجتماعي والنظريات البينية متداخلة الحقول.
وتوصل من خلال ذلك إلى أن العصيان المدني في الحالة الفلسطينية له بعد انتفاضي ثوري، مرتبط بالتحرر وتقرير المصير ودحر الاستعمار وإقامة الدولة الفلسطينية، ليس كأي عصيان في تجربة مجموعات أو حركات ضد حكومة أو دولة ليست دولة استعمارية.
وأسعد هو باحث فلسطيني في العلوم الاجتماعية، حاصل على الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة (2014)، وفي الدراسات الإسرائيلية (2018) من جامعة بيرزيت، تتركز اهتماماته البحثية، الإثنوغرافية والسوسيولوجية، حول المقاومة والعصيان المدني والحَراك الجماهيري، والحركات الاجتماعية واللاحركة في فلسطين، بعد عام 1967، وصدر له كتابان: العيساوية: روايات العزل والفصل (2020)، وسوسيولوجيا المقاومة والحراك في فضاءات مدينة القدس المستعمَرة (2018).