الحدث- سوار عبد ربه
"المرأة الحديدية هي المرأة التي تعرف ما لها وما عليها، وتعرف بأن العدالة حق، يكفيها أنها امرأة وهذا شرف لا يدري عنه الكثيرون"، بهذه الكلمات عبرت الكاتبة مجدولين جبريل عن معنى "امرأة حديدية" الواردة في عنوان كتابها المشترك مع الكاتبة الأردنية سنا السالم والذي يوثق بقلمين لسيدتين معاناة المرأة في مجتمعاتنا، الناجمة عن تأطيرها في صور نمطية.
تقول جبريل لـ"صحيفة الحدث": "لم أفكر حينما كتبت الكتاب أن أناهض العنف ضد المرأة بل أردت أن أساعد المرأة لتكن أقوى لتقوم بكل واجباتها ولتحصل على كل حقوقها، ولتدافع عن نفسها وألا تسمح لأي أحد أن يعنفها ويعتدي عليها بلا أي حق".
وحول تفاصيل الكتاب أوضحت الكاتبة مجدولين جبريل أنه عبارة عن خواطر تواردت لها ولصديقتها في الأردن سنا السالم، أرادتا فيها الحديث بلسان الكثير من السيدات والفتيات اللواتي وقعن ضحية للممارسات النابعة عن الفهم الخطأ لمكانة المرأة في المجتمع، والخلط غير المحمود للتقاليد البالية، مع المفاهيم الإسلامية.
وأضافت: "الكتاب يتحدث بأسلوب أدبي عن مشاكل العلاقات ما بين الرجال والنساء، ولكن بلسان الأم والأخت والابنة وحتى الجدة، المتزوجة والعزباء، المطلقة والأرملة".
وفي سؤال حول القضبان التي تناولها الكتاب أوضحت جبريل أنها حقيقية ورمزية في الخواطر، والكتاب طرح المشاكل وقدم الحلول من وجهة نظر النساء اللواتي كتبت عنها هي وسنا، مضيفة أن "طبيعة عمل سنا كمرشدة ومدربة نفسية جعلها تلتقي بالكثير من الحالات التي تتعرض للعنف وقد ذكرت في مقدمة كتابها أن ما شجعها لطرح فكرة الكتاب عليّ ودعوتي للتعاون ومشاركتها في العمل على إعداده ونشره في أسرع وقت هو عملية القتل الوحشية التي تعرضت لها أحلام الفتاة الأردنية، والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإعلامي بشكل مكثف في حينها".
وأحلام هي فتاة أردنية قتلت على يد والدها، إذ ظهرت القصة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو لصرخاتها أثناء محاولتها الهرب والنجاة من ضربات أشقائها ووالدها الذي ضربها بحجر ما أدى لوفاتها، ليجلس لاحقا أمام رأسها المهشم ويتناول كوبا من الشاي، حتى إلقاء القبض عليه.
وصدر الكتاب في الأردن قبل نحو عام عند دار دجلة للنشر، إذ كان من المفترض أن يقام حفل توقيع في العاصمة عمان لكن كورونا وتعقيدات السفر حالت دون تواجد مجدولين في الحفل.
وبحسب جبريل: "كانت ردة فعل القراء والنقاد إيجابية نوعا ما، سواء على وسائل الإعلام أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال المناقشات الشخصية مع من قرأ الكتاب من المعارف ومن هواة القراءة".
وحول تجربة الكتابة المشتركة بينها وبين سنا قالت جبريل: "سنا كانت المشجع رقم واحد لفكرة قيامي بنشر كتاباتي في كتاب، وعندما طرحت فكرة هذا الكتاب عليّ وطلبت مني أن أشاركها ببعض نصوصي، ترددت في البداية لأنني لست من هواة حبس الأحرف بين دفتي كتاب، خوفا من أن أكون من أولئك الموهومين الذين يكدسون الكتب الموسومة بأسمائهم ويظنون كل الظن أنهم أصحاب موهبة".
وأردفت: "اعتقدت دوما أنه يكفيني ما أكتبه على شرف فنجان قهوة في رحاب الفضاء الإلكتروني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصا في صفحة (سيدة القهوة الأولى) صفحة الكتابة الخاصة بي على منصة الفيسبوك"، معتبرة أن شغف "سنا" للفكرة هو ما شجعها لأن تشاركها ببعض خواطرها، لعلّ وعسى أن تكون كلماتهن هذه إحدى الطرق للمساعدة في وقف الظلم الواقع على النساء في مجتمعنا.
وأكدت جبريل أنها استمتعت بتجميع نصوصها مع نصوص سنا، في محاولة للتوفيق بين أسلوبين مختلفين وما جعلها أكثر تميزا أن التعاون حدث بين القدس وعمان عن بعد بسبب جائحة الكورونا.
وقالت الكاتبة جبريل إن تجربة الكتابة المشتركة كانت مشوقة جداً، خصوصا أنه سبق لسنا نشر كتابين فرديين.
ويقع الكتاب الصادر عن دار دجلة للنشر في 186 صفحة، مكونة من مجموعة من الخواطر التي كانت تنتهي بأمل دوما.
وتوجد عبارة "لكل النساء وللرجال فقط "على صفحة الغلاف، وحول مفهوم الرجولة الوارد في الكتاب ومن وجهة نظر جبريل أوضحت: "انطلاقا من انتمائي الديني أرى أن الرجولة والعدالة مستمدة من تعاليم الإسلام الحقيقية، تلك العدالة التي يعرف فيها الرجل بأن كل ما تقدمه له المرأة هو هدية من الله، كما عليه أن يعرف عن العلاقة الزوجية أكثر من أن يحل له الزواج بأربعة، وأن دور المرأة في المجتمع ليس أما فقط"، ضاربة أمثلة مستمدة من التاريخ الإسلامي حيث قالت: "زوجة الرسول خديجة التي أنجبت له أغلب أولاده كانت تاجرة وزوجته عائشة لم تكن أما لكنها كانت محكمة في الأحاديث والسنة".