الحدث- سوار عبد ربه
"قبل أن أخط أول ضربة ريشة يكون العمل منجزا في خيالي"، هكذا عبرت الفنانة التشكيلة ميرنا جاسر من بلدة بيرزيت عن شغفها بالرسم الذي جعل اسمها يلمع وتصبح حديث وسائل الإعلام بعد مدة وجيزة من انخراطها بالفن.
فميرنا (36 عاما) استطاعت بموهبتها ومثابرتها أن تحصد لقب أفضل فنان تشكيلي عربي عن فئة الفن السريالي، وأفضل عمل سريالي عربي على مستوى العالم بجائزة المجموعة العربية العالمية فرع لندن، للعام المنصرم عن لوحتها "حرقة انتظار".
وعلى عكس اسم لوحتها الفائزة ومكنوناتها الدالة على طول الطريق، لم تنتظر ميرنا طويلا كي تصل إلى العالمية وتحصد الألقاب، فعمرها الفني لا يتجاوز السنة وبضعة أشهر.
وفي تفاصيل اللوحة توضح الفنانة التشكيلة لصحيفة الحدث أن "حرقة انتظار" موضوعها وطني سياسي يتحدث عن حاجتنا لأن نصبح وطنا حقيقيا خال من الاحتلال، إلى جانب الطموح بعالم خال من أزمة فيروس كورونا وما ترتب عليها من معاناة.
وتضيف: "الرسم السريالي يتمثل بأنه عبارة عن تعبيرات مجازية ويحتوي على الكثير من الرموز التي تحتاج إلى تحليل ومن ضمن الرموز التي تناولتها في لوحتي هي الكائنات، فالحلزون باللوحة يرمز إلى البطء أو الطريق الطويل للوصول لشيء ما سواء حلم أو وطن خال من الاحتلال، أيضا الأمل تمثل في الشمعة التي ينتظرها المواطن الفلسطيني كي يحقق هذا التحرر من الاحتلال، والإعصار يمثل الصعوبات التي يواجهها المواطن الفلسطيني التي يحاول التخلص منها لكن يعيشها على المستوى الداخلي".
وتابعت: "التمثال الذي استلهمت منه لوحتي هو عبارة عن منحوتة لنحّات أمريكيّ يدعى "دانيال بوبير" موجود على أحد شواطئ فلوريدا بأمريكا".
وتعتبر "حرقة انتظار" العمل السريالي الأول الذي أنتجته جاسر في حياتها الفنية.
"شاركت من باب حب الاستطلاع .. وفزت"
وعن ردة فعلها عندما تلقت خبر الفوز، أوضحت جاسر: "كشخص هاو تفاجأت جدا سيما وأن المنافسة كانت قوية بيني وبين مشتركين عرب وعالميين معروفين وعريقين في هذا المجال، مضيفة أن الجائزة قيّمة ولها وزنها وتثري المسيرة الفنية لأي شخص يحصل عليها".
وأضافت: "لجنة التحكيم كانت مؤلفة من 50 شخصية من جنسيات مختلفة، حاملين لدرجة البروفيسور من جامعات أوكسفورد وكامبردج، ما يعني أن تقييمهم مهني جدا للأعمال التي ركزوا فيها على الطرح فقط، بعيدا عن الخبرة في هذا المجال".
وعن المعارض القادمة قالت جاسر إنها موعودة بالمشاركة في معرض السومرية للفنون والثقافة في العراق، بالإضافة لمعرض في الأردن مع أكاديمية عبد الهادي يعيش، إلى جانب المعارض المحلية مع الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر التي هي عضوة فيها، طامحة للمشاركة في معارض عربية ودولية أكثر.
وتوجهت الفنانة برسالة لأي شخص يمتلك موهبة مدفونة ومطموسة ولا يتلقى الدعم والتشجيع المطلوبين أنها ستكون أول المشجعين، داعية أصحاب المواهب أن يلتحقوا بالساحة الفنية دون خوف.