الأحد  22 كانون الأول 2024

مجزرة سعسع ..في الحقيقة وقعت ثلاثة مجازر

2022-02-15 08:47:58 AM
مجزرة سعسع ..في الحقيقة وقعت ثلاثة مجازر
العصابات الصهيونية تجتاح سعسع في 30 أكتوبر 1948

الحدث- شخصيات وأحداث

تُحيلُ عبارة "مجزرة سعسع" ليس إلى وقوع مجزرة واحدةٍ فحسب، بل إلى وقوع ثلاث مجازر في القرية الفلسطينية الواقعة على بعد 20 كم من مدينة صفد. المجزرة الأولى ارتكبها الانتداب البريطاني إثر انتهاء الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1939، والمجزرتان الأخريان ارتكبتهما عصابات الهاغاناه الصهيونية؛ الأولى وقعت في ليلة 14-15 شباط 1948 والثانية في أواخر تشرين الأول 1948. 

 ففي شهر شباط شنت قوات الهاغاناة هجوماً على القرية فدمرت عشرين منزلاً فوق رؤوس أصحابها، وكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد حوالي 60 فرداً من أهالي القرية، معظمهم من النساء والأطفال.

تفاصيل مجزرة شهر شباط

في ليلة 14-15 من شباط/فبراير عام 1948م، هاجمت قوة من كتيبة "البالماخ" الثالثة التابعة لـ"الهاغاناه" قرية سعسع، تحت ذريعة أن القرية كانت تُستخدم قاعدة للمقاتلين الفلسطينيين، حسب ما أورده كتاب تاريخ الهاغاناة. لكن التقارير الصحافية في تلك الفترة كذبت الزعم بأن القرية كانت تُستخدم قاعدة عسكرية. وكانت الأوامر الصادرة عن "إيغال آلون"، قائد البالماخ في الشمال، لقائد الكتيبة "موشيه كلمان" هي أن ينسف عشرين بيتاً ويصيب أكبر عدد ممكن من المقاتلين.

ووفقا للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه ففي منتصف الليل تسلل المسلحون إلى القرية وزرعوا العبوات الناسفة حول المنازل وأشعلوا الصواعق، فكانت النتيجة أنه دمر 20 منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهل القرية قد رفعوا الأعلام البيضاء.  ثم انسحب المسلحون تحت ستار الليل.

وصرح موشيه كلمان حول العملية قائلاً: "لم تكن عملية سعسع عملية احتلال عسكري في وضح النهار بل عملية اضرب واهرب ليلية قائمة على توغل سريع في ارض العدو ومفاجأته وضربه". صحيفة نيويورك تايمز الغارة دليلاً على أن القوات الصهيونية بادرت إلى الهجوم في الجليل الشمالي.

وقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت " في 14/4/1972 حديثاً لـ " موشيه كولمان " قائد لواء " يفتاح " الذي نفذ هذه المجزرة، قال فيه : "خرجنا إلى العمل ليلة 14/فبراير/1948 في منطقة عربية خالصة ، وكان الهدف يبعد 25كم عن قاعدتنا، وكنت مسؤولا عن 68 شخصاً مسلحين بأسلحة خفيفة ومواد ناسفة، تسللنا إلى القرية من الشمال لاقتحامها بصورة مفاجئة، ووضعنا 35 رزمة ناسفة، وانسحبنا تحت ستار الليل، وقد أصيب عدد من النساء والأطفال خلال العملية ".

أقام الاحتلال على أنقاض بعض أراضي القرية، مستوطنة "إسرائيلية"، و لا يزال بعض من أهالي سعسع الفلسطينيين صامدون في أرضهم حتى اليوم.