الإثنين  23 كانون الأول 2024

مكتبة سمير منصور في غزة تنهض من تحت ركامها وتنفض غبار الحرب عنها (صور)

2022-02-21 09:41:31 AM
مكتبة سمير منصور في غزة تنهض من تحت ركامها وتنفض غبار الحرب عنها (صور)
مكتبة سمير منصور

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

في الثامن عشر من أيار العام المنصرم، تصدرت رواية عائد إلى حيفا للشهيد غسان كنفاني المشهد، وهي ملقاة على الأرض فوق ركام مكتبة سمير منصور وسط قطاع غزة، التي دمرت بالكامل بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، في مشهد جاء ليذكرنا بطريق العودة، الذي سيدفع ثمنه الحجر والبشر في فلسطين.

وكانت مكتبة سمير منصور التي تعد الأكبر في القطاع، ضمن بنك الأهداف في الحرب الأخيرة على غزة، بغية تدمير المشهد الثقافي ومكوناته في البلاد، آملين بذلك أن يقتلوا الرواية الفلسطينية الأصيلة، التي تجابه سرديتهم المشوهة، ليعود منصور وأصدقاء مكتبته متحدين الاحتلال، فمن ركام المكتبة، نهضت مجددا "كالعنقاء" كما جاء في مطبوعات الافتتاح الذي جرى الخميس الماضي، والذي وصفه منصور بأنه يوم تاريخي، معتبرا اياه يوم ميلاده، ذاك الخمسيني الملامح، الذي بدا فرحا كطفل يبصر الحياة للمرة الأولى في حفل إعادة الافتتاح.

بين المكتبتين قصة تحدٍ وصمود

وضمن مظاهر التحدي والصمود التي سطرها منصور بعد تكبده خسارة بقيمة 700 ألف دولار وما يقارب 100 ألف كتاب، جراء القصف، أوضح صاحب المكتبة  لصحيفة الحدث أن المبنى الجديد جاء على مساحة 1000متر مربع، بعدد كتب يصل إلى 300 ألف كتاب، أي أضعاف مضاعفة من المساحة السابقة ومن عدد الكتب السابق.

وقال منصور إن المكتبة الحالية تخدم جميع فئات الشعب من الطفل الصغير، حتى الأكاديميين في الجامعات الذين يدرسون الدراسات العليا، منوها أنها مكتبة لكل الشعب، وغيابها خلق نقصا في المشهد الثقافي في قطاع غزة.

وشدد منصور على أن الاحتلال واهم إن ظن أنه قادر على استهداف الثقافة الفلسطينية المتجددة وتحديدا في القطاع.

 وأكد منصور لصحيفة الحدث أنه ليس هدفا للاحتلال، كونه لا ينتمي لأي حزب سياسي، وبالتالي فإن استهداف المكتبة بالقصف يندرج في إطار محاربة القطاع الثقافي في غزة.

وحول المساهمين في إعادة افتتاح المكتبة أوضح منصور أن مؤسسات عالمية تواصلت معه خاصة المؤسسات البريطانية التي أخذت على عاتقها إنشاء موقع لجمع التبرعات عن طريقه، بالإضافة إلى اتحاد الناشرين العرب وآخرين، متوجها بالشكر لكل من ساهم معه في إعادة الحياة إلى المكتبة، سواء ماديا أو معنويا أو لوجستيا.

من القدس هنا غزة

وفي السياق، افتتح نشطاء مقدسيون في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة،  "مكتبة سمير منصور"، بعد قصفها، وفاء لأهالي غزة ولتسليط الضوء على جرائم الاحتلال التي استهدفت المدنيين وممتلكاتهم ومن بينها مكتبة سمير منصور.

وتضمنت المكتبة التي افتتحت في الشيخ جراح عشرات الكتب الوطنية كما وضعت في محيطها لافتات كتب عليها "من القدس هنا غزة".

وعن رمزية افتتاح فرع لمكتبته في حي الشيخ جراح قال منصور حينها في لقاء صحفي "سعدت كثيرا بهذه المبادرة وشعرت أنهم شعروا بعمق الظلم والضرر اللذين لحقا بي، وأن هناك من يحاول إنقاذي وإسنادي ولو من ناحية معنوية".

وفي حينها تفاعل عدد من المثقفين الفلسطينيين مع مبادرة أهالي حي الشيخ جراح، إذ كتب الروائي إبراهيم نصر الله: "لا أعرف ما الذي حدث لكِ في غزة ولكنني أطمئنكِ لقد أنقذوكِ في القدس، في الشيخ جراح بعد أن دمر الصهاينة مكتبة العزيز سمير منصور.. شعب بطيبة زيتونة وقوتها يتقن الحياة".