الحدث- إصدارات
صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب مختارات من الأدب العبري المؤسس (1890-1948)، الذي يضيء على أسئلة هوياتية واجتماعية متوترة في أوساط اليهود.
ويقع الكتاب في 386 صفحة، ويشهد تفاعلات سياسية حاسمة، تطورت إلى مشروع "إحياء قومي" بمواصفات كولونيالية، الذي قاد الهجرات الاستيطانية إلى فلسطين، وتحول إلى ناظم لطبيعة العلاقة معها ومع أصحابها الأصليين وفقا لمدار.
ويشمل الكتاب ثماني روايات قصيرة وقصص لكتاب مؤثرين في الأدب العبري الحديث، وتتوزع بيئات الروايات المختارة بين النموذج الأوروبي الحضري، واليهودي المحافظ، والمستعمرات اليهودية في فلسطين، وبيئة الأصلانيين الفلسطينيين.
وتضيء الرواية على وضعية الغيتو بعيون نسوية، وسوسيولوجيا بيئة الاستيطان في فلسطين، وهواجس المستوطنين الأوائل، بالإضافة لمحاكاة أدبية لبيئة الاقتصاد السياسي لمجتمع شرق يهود أوروبا، وخبايا الذات اليهودية التائهة، ويعاين الكتاب أيضا البيئة البدوية الفلسطينية.
الكتاب من تحرير د. هنيدة غانم، والباحث مالك سمارة، والباحث والناقد الأدبي أنطوان شلحت، وتقديم الأستاذ باسيليوس بواردي، وهو نتاج جهد مشترك لمجموعة مترجمين، وروائيين، وباحثين فلسطينيين، وهم (وفق ترتيب فصول الكتاب): علاء حليحل ومالك سمارة وريم غنايم ووسام جبران وحسن خضر.
ومما جاء في كلمة لـلمركز عن المختارات: "نشير إلى أن الخلفية التي كانت واقفة وراء معظم تلك النصوص وكانت موضع اهتمامنا الرئيس ونحن نختارها، مكوّنة من عناصر شتى، غير أننا ارتأينا أن نركز من هذه العناصر على اثنين:
الأول، العنصر الذي بالوسع اعتباره بمنزلة بحث الكُتاب اليهود عن “هوية جمعية جديدة”، ولا سيما في ظل مشروع سياسي لـ”الإحياء القومي” بمواصفات كولونيالية، مثلت عليه الحركة الصهيونية بسيل دعاواها المختلقة والمتوهمة. بكلمات أخرى، كان السؤال الماثل أمامنا والذي حاولنا إيجاد جواب عليه هو: كيف تعاملت “النصوص التأسيسية” مع تلك الدعاوى، وبالأساس مع ما رددته أدبيات الصهيونية التي ارتأت الاستيطان خلاصًا لليهودي وحثته على الهجرة إلى فلسطين؟
العنصر الثاني، محاولة النفاذ، عبر النصوص المُختارة، إلى تفاصيل الواقع الاجتماعي الذي عاصر الصهيونية في بواكير دعاواها تلك، وفي ما يعرف بهجراتها الأولى إلى فلسطين.
وقد تولت المقدمة العامة لهذه المختارات وكلمات التقديم لكل نص من نصوصها مهمة الخلوص إلى الاستنتاجات فيما يرتبط بهذين العنصرين تحديدًا، وكذلك بعناصر أخرى على غرار علاقة بعض الكتاب بالمجتمع الأصلانيّ، سواء لناحية الإنكار في أغلب الحالات، أو لناحية التعايش معه في حالات نادرة واستثنائية”.