الأحد  22 كانون الأول 2024

عن كتاب يؤرخ معاناة الأسرى .. الفنان سباعنة يترشح لجائزة الكتاب الفلسطيني

2022-06-14 10:37:03 AM
عن كتاب يؤرخ معاناة الأسرى .. الفنان سباعنة يترشح لجائزة الكتاب الفلسطيني

الحدث- سوار عبد ربه

كشف موقع ميدل إيست مونيتور (MEMO) عن قائمة الكتب المختصرة المرشحة لنيل جائزة الكتاب الفلسطيني لعام 2022، والتي شملت كتاب My story is Palestine لرسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة.

وبحسب موقع الجائزة يأتي هذا الحدث للعام الحادي عشر ليكرم ويحتفي بالكتب الإنجليزية عن فلسطين، ولتشجيع المؤلفين والناشرين على إنتاج المزيد من الكتب المتعلقة بها.

ويروي كتاب سباعنة المرشح للجائزة عشرات الحكايات التي عاشها وآخرون خلال فترة اعتقاله عام 2013، باستخدام فن الكومكس.

"قال لي مرة أحد الجنود إن في السجن مجرمين، لا يغنون لشمس الحرية ولا يطعمون طيور السماء!"  هذه كانت الكلمات التي سمعها رسام الكاريكاتير محمد سباعنة أثناء اعتقاله، ليدخل الزنزانة بعدها وتهزم أمامه "الرواية الإسرائيلية"، إذ كان يرى طيورا تسقط من السماء داخل الزنازين فيلتقطها الأسرى الفلسطينيون ويطعمونها ويعلمونها الطيران حتى تصبح قادرة على مغادرة السجن.

هذه الحكاية استعادها سباعنة لتصبح نقطة انطلاق لكتاب الكومكس الذي أطلقه نهاية العام الماضي، حتى يخلق بطلا حقيقيا متمثلا في الطائر الذي أصبح صديقا له في السجن، يجلب له حكايا الفلسطينيين من الخارج على اختلاف أماكن تواجدهم.

وحول فكرة الكتاب قال سباعنة لصحيفة الحدث: "منذ سنوات طويلة وأنا أفكر كيف يمكن أن نصدر كتاب كومكس فلسطينيا، على اعتبار أن هذا الفن ليس موجودا، وعدد الكتب التي أصدرت عن فلسطين بهذا الشكل كانت من فنان أمريكي يدعى جون تاكو وكتاب آخر من فنانة فلسطينية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية اسمها ليلى عبد الرازق.  

وأضاف: تمثلت الصعوبات في أن إنجاز كهذا يحتاج إلى وقت كبير ودراسة، لأن فن الكومكس فن مبني على علوم تعنى ببناء القصة وتقسيمها إلى مشاهد وغيرها من عناصر القصة غير المتوفرة في بلادنا.

وفيما يتعلق بالحدث الذي شكل لديه فكرة البدء في الإعداد لهذا الكتاب أوضح سباعنة لصحيفة الحدث أنه أثناء دراسته للماجستير، كان يلقي محاضرة عبر تطبيق "زووم"  حول كتابه الأول وأثناءها لاحظ تذمر الطلاب المستمر وشكواهم من فترة الإغلاق، الأمر الذي استفزه للحديث عن الأسرى الفلسطينيين وكيف يعانون في سجون الاحتلال وأنه لا مقارنة بين الإغلاق من أجل كورونا حول العالم وحياة الأسير الفلسطيني الذي لا يمتلك أي شيء من رفاهيات الحياة ولا يتواصل مع العالم الخارجي.

وأردف: "يضاف إلى ما سبق زيارتي لكثير من المعارض وكيف رأيت أن الرسامين عملوا على تشكيل صورة بصرية لدولة الاحتلال مقابل صورة نمطية عن الفلسطيني والعربي الموجود في الشرق الأوسط، حتى يبرروا ضمن نظرية الاستعمار الاستيطاني استخدام هذه الأرض واستيطانها".

وتابع: "بدأت بالكتاب الحديث عن قصتي داخل السجن من حيث ظروف الاعتقال وبعض المواقف التي عايشتها، بالإضافة إلى مجموعة من المقابلات مع فلسطينيين تناولت قصصهم ببساطة، فلم أكن أبحث عن قصص تخلق بطلا، لكنني اعتمدت على  تبسيط صورة البطل الفلسطيني للإنسان الذي يعيش معاناة يومية تحت الاحتلال، وأنهيت الكتاب بقصة الشهيد محمد مطر من قرية دير أبو مشعل الذي احتجز الاحتلال جثمانه لسنوات".

وبحسب سباعنة؛ قصص الكتاب تتوصل لنتيجة أن الفلسطيني هو عبارة عن معتقل سواء من يقبع داخل أسوار سجون الاحتلال أو الموجود في غزة أو الضفة الغربية فكلنا عبارة عن معتقلين موجودين في السجون الإسرائيلية على اختلاف أشكالها.

وفيما يتعلق بأهمية هذا النوع من الفنون في نقل المعاناة الفلسطينية لغير الفلسطينيين قال سباعة لصحيفة الحدث إنه بالعودة إلى تاريخ فن الكومكس نجد أن الحركة الصهيوينة اعتمدت عليه بشكل كبير في نقل معاناة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وفي الهولوكوست، كما أنه استخدم بشكل كبير عبر التاريخ في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة لحشد الشوارع في أوروبا أو أمريكا وغيرها، إلى جانب استخدامه لتوعية الشارع الأوروبي والأمريكي في أهمية الحروب وحشد الشعب خلف حكوماتهم في الحرب.

وبحسب سباعنة تكمن أهمية الكتاب في أنه خرج من هذه المنطقة بالإضافة إلى طريقة الحفر والنقش التي استخدمت في إعداده، لأن آخر كتاب خرج بهذه التقنية كان عام 1919، وهو ما أثار اهتمام الناقدين الفنيين سيما في ظل وجود الأساليب التقنية الحديثة والتكنولوجيا، كما أنه حظي باهتمام من فنانين عالميين، خاصة أمريكيين لأنهم يعتبرون أن الكومكس ازدهر في الولايات المتحدة الأمريكية.

أما عن اختيار تقنية الحفر والنقش فأوضح الفنان أنه جاء نتيجة لحادثة شخصية، لأنه رأى في الزنازين أسماء لأسرى محفورة على الجدران رغم صلابتها وعدم توفر الأدوات للقيام بذلك، فحاول أن يحفر اسمه هو الآخر ولم يستطع،  لذا قرر عندما بدأ الكتاب، أن يحفر قصص الأسرى بهذه التقنية.

وتقدم للجائزة أكثر من 50 كتابا اختير بينهم من قبل لجنة تحكيم على أساس تنوع العروض والأنواع التي تعرض الرواية الفلسطينية.

والكتب المرشحة للجائزة لعام 2022 هي استعادة الإنسانية في الإضراب الفلسطيني عن الطعام لأشجان عجور، الحركة الوطنية الفلسطينية في لبنان لإرلينج لورنتزن سوج، سامباك تحت سماء غير محتملة، لهبة حايك، وسائل إنهاء الاستعمار: النقل العام في الضفة الغربية الفلسطينية (نظرية عرقية نقدية، والأصلانية، ونظرية الإطار العلائقي) لمريم س. غريفين،  التحليل النفسي تحت الاحتلال: ممارسة المقاومة في فلسطين (نظرية التحليل النفسي السياسية) للارا شيهي، وستيفن شيهي، الحق: تاريخ عالمي لأول منظمة فلسطينية لحقوق الإنسان للين ولشمان، قوة مولودة من الأحلام: قصتي هي فلسطين لمحمد سبعانة، أشياء قد تجدها مخبأة في أذني: أشعار من غزة، لمصعب أبو توحة وأخيرا، التسامح أرض قاحلة: فلسطين وثقافة الإنكار لساري مقدسي.