الحدث- سوار عبد ربه
كشف موقع ميدل إيست مونيتور (MEMO) عن قائمة الكتب المختصرة المرشحة لنيل جائزة الكتاب الفلسطيني لعام 2022، والتي شملت كتاب Reclaiming Humanity in Palestinian Hunger Strikes: Revolutionary Subjectivity and Decolonizing the Body للكاتبة والباحثة الفلسطينية أشجان عجور.
وبحسب موقع الجائزة يأتي هذا الحدث للعام الحادي عشر ليكرم ويحتفي بالكتب الإنجليزية عن فلسطين، ولتشجيع المؤلفين والناشرين على إنتاج المزيد من الكتب المتعلقة بها.
ويأتي الكتاب الذي صدر في كانون الأول/ديسمبر 2021 عن دار النشر Palgrave Macmillan، بعنوان "استعادة الإنسانية في تجربة الإضراب عن الطعام في فلسطين: الذات الثورية وإنهاء استعمار الجسد"، لاستكشاف الذات الثورية للأسري الفلسطينيين الذين خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال.
وقالت الباحثة أشجان عجور لـ"صحيفة الحدث"، إن الكتاب اعتمد على 85 مقابلة لدراسة هذه الظاهرة مع أسرى محررين خاضوا تجربة الإضراب عن الطعام، ومع عائلاتهم والمحامين الذين مثلوهم، بالإضافة إلى ممثلين عن الحركة الأسيرة الأحزاب السياسية.
وقد تم إجراء المقابلات في الفترة الواقعة ما بين عام 2015 و2018، حيث برزت سلسلة من الإضرابات الجماعية والفردية آنذاك في الواقع السياسي المعاش في تلك الفترة خاصة منذ العام 2012.
ويضع الكتاب الإضرابات في السياق التاريخي للاستعمار الاستيطاني بشكل عام والحركة الأسيرة بشكل خاص، خاصة فترة ما بعد أوسلو، وفقا لعجور.
ويتمحور الكتاب حول دراسة تفاعل الأسرى مع عمليات السلب والتجريد من الإنسانية التي يقوم بها المستعمر في سجون الاحتلال، وكيف أن مقاومة الإضراب هي عملية استعادة للإنسانية التي يهدف مشروع المستعمر إلى مصادرتها. وتجادل الدراسة أن المضربين عن الطعام في مقاومتهم لآليات السلب، ابتكروا تقنيات للمقاومة واستراتيجيات لتحدي الآلة الاستعمارية، لتشكيل ذواتهم الثورية. وبحسب الباحثة، يسعى الكتاب لتوضيح فلسفة المضربين الخاصة بتسليح الجسد ويقدم سردا تحليليا تفصيليا لعملية المقاومة وكيفية مواجهة آلة الاستعمار من خلال تحويل أجساد الأسرى إلى سلاح.
كما تطرق الكتاب الذي يقع في 14 فصلا، إلى تسليح الجسد، وتقنيات المقاومة التي طورها الأسرى لمقاومة عمليات السلب، واستخدام الجسد في المقاومة، وتشكل الذات الثورية في التجربة، وصمود الأسرى، ومفهوم الانتصار والسيادة على الجسد، وعلاقة الذات الفردية بالجماعية، والمفاوضات التي اعتبرتها الكاتبة معركة داخل معركة الإضراب.
وحول المساهمة التي يقدمها الكتاب ترى عجور أنه يأتي لسد فجوة موجودة في الأدبيات، وذلك من خلال تطوير سرد للمعاني التي يعطيها الأسرى الذين هم فلاسفة المعركة لهذه التجربة، مشيرة إلى أنها عندما بدأت البحث لم تجد أي دراسة أكاديمية مخصصة عن تشكل الذات الثورية في الإضراب عن الطعام كتجربة حية، وهذا الغياب دفعها للتركيز على ظاهرة كانت معاصرة ومستمرة في الواقع الفلسطيني ومتواجدة تاريخيا منذ الستينات.
وتضيف: "توجد أدبيات هائلة عن الأسرى فلسطينيا، لكن لا توجد دراسة متخصصة حول التجربة الحية المعاشة، في المقابل توجد أدبيات عالمية مهمة، تحمل تنظيرا عال عن استخدام الجسد والإضراب في حالات مختلفة من العالم".
وعلى المستوى النظري، ترى عجور أن الكتاب يقدم مساهمة نقدية لنظريات الذات السياسية من خلال دراسة الحالة الدراسة وهي الذات الثورية للمضربين عن الطعام بالاعتماد على أطروحات نظرية منها كتابات فانون حول العنف الثوري ضد الاستعمار وميشيل فوكو لتكنولوجيا الذات، وفلسفة آلان باديو عن الذات السياسية. كما توجد مساهمة منهجية، لأنها قامت بتوسيع الأطر المنهجية لتشمل بحث المعاناة الإنسانية للمضربين، وذلك بالاستناد على الإثنوغرافيا النسوية ومنهجيات إنهاء الاستعمار، بغية إنصاف التجربة الحية للإضراب عن الطعام.
والكتب المرشحة للجائزة لعام 2022 إلى جانب كتاب أشجان عجور هي: "الحركة الوطنية الفلسطينية في لبنان لإرلينج لورنتزن سوج، سامباك تحت سماء غير محتملة، لهبة حايك، وسائل إنهاء الاستعمار: النقل العام في الضفة الغربية الفلسطينية (نظرية عرقية نقدية، والأصلانية، ونظرية الإطار العلائقي) لمريم س. غريفين، التحليل النفسي تحت الاحتلال: ممارسة المقاومة في فلسطين (نظرية التحليل النفسي السياسية) للارا شيهي، وستيفن شيهي، الحق: تاريخ عالمي لأول منظمة فلسطينية لحقوق الإنسان للين ولشمان، قوة مولودة من الأحلام: قصتي هي فلسطين لمحمد سبعانة، أشياء قد تجدها مخبأة في أذني: أشعار من غزة، لمصعب أبو توحة وأخيرا، التسامح أرض قاحلة: فلسطين وثقافة الإنكار لساري مقدسي".