الأحد  22 كانون الأول 2024

احتجاجا على جرائم القتل .. 6 تموز إضراب نسائي عام في الوطن العربي

2022-06-26 10:56:33 AM
احتجاجا على جرائم القتل .. 6 تموز إضراب نسائي عام في الوطن العربي

الحدث- سوار عبد ربه

"مستوى العنف غير عادي، لذا يجب أن يكون تحركنا غير عادي، وخسارتنا مهما كانت، لن تكون أعظم من خسارة النساء لأرواحهن"، بهذه الكلمات دعت مجموعة كبيرة من النساء حول العالم لإضراب نسائي عام في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج احتجاجا على جرائم القتل المستمرة بحقهن، وعلى الجرائم بحق النساء، والتي كان آخرها مقتل طالبتين جامعيتين واحدة رميا بالرصاص والأخرى ذبحا بالسكين.

حادثتان متقاربتان بالمدة، ومتشابهتان بالمضمون، أشعلتا مواقع التواصل الإجتماعي، وأثارتا غضب النساء في الوطن العربي، ما دفعهن للمطالبة بوقف الجرائم بحق النساء.

وأعلنت النساء في الوطن العربي يوم 6 تموز يوما للإضراب النسائي العام وتضامنا عابرا للحدود احتجاجا على جرائم القتل، تحت عنوان "تضامن عابر للحدود".

وقالت الناشطة النسوية آية الزيناتي لـ"صحيفة الحدث"، إن "هذه الخطوة مطلوبة، يجب أن نوقف العالم كي تصل رسالتنا بشكل أقوى، وهذه الخطوة رغم أنها متأخرة إلا أنها يجب أن تستمر، ويجب علينا أن نصعد النضال بشكل حاد أكثر في العالم العربي".

وأضافت: "لم يعد يجدي نفعا أن نتعامل مع جرائم قتل النساء بذات الوتيرة والأسلوب ودرجة النضال، بل يجب أن نخرج صوتنا بشكل أقوى من أي سنة مضت، متابعة: "وصلنا إلى مرحلة نرى فيها الشباب يستوحون ويستلهمون من شبان آخرين مجرمين طرق قتل النساء، ويتشجعون من بعضهم البعض، بل حتى ويرسلون رسائل تهديد إلى المغدورات قبل قتلهن".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرسالة تهديد بعثها قاتل المغدورة الأردنية إيمان إرشيد مفادها أنه سيقدم على ذات الفعلة التي أقدم عليها قاتل المغدورة المصرية نيرة أشرف، ولم يعرف بعد إذا كانت هذه الرسالة صحيحة أم لا خاصة في ظل وجود منع نشر من السلطات الأردنية حول الحادثة.

وأكدت الناشطة النسوية أن هذا الأمر يدفع باتجاه تغيير طرق النضال، سيما في ظل وجود نساء يقتلن ويعنفن ويغتصبن بشكل يومي ومستمر ولم يعرف عنهن بعد، وبخطوات نضالية جامعة وعامة، تلك النساء ستعرف أن هناك من يدعمها ويفكر فيها وينضال لأجلها، ولأجل كل إمرأة في الوطن العربي.

وحول وعي النساء في العالم العربي للخوض في تجربة إضراب تعتبر الأولى من نوعها عربيا تقول الناشطة النسوية آية الزيناتي لـ"صحيفة الحدث": "الإقبال على خطوة كهذه بحد ذاته يثبت حجم الوعي الموجود، والإضراب يعني أن النساء العربيات كن وما زلن في الصفوف الأولى في ساحة النضال، للمطالبة بتحرير الوطن العربي كاملا، وتحرير النساء ضرورة لتحرير الأوطان.

وفلسطينيا، ترى الزيناتي أن فلسطين علمتنا معنى المواجهة اليومية، والصمود في وجه القمع والاحتلال، ولا يمكن لشعب يؤمن بضرورة التحرر من الاحتلال ويناضل لهذا الغرض، أن يمارس القمع على النساء أو على أي شريحة مختلفة عن الصورة التي يرسمها لنا المجتمع.

ونشرت الناشطة النسوية السورية ريم محمود، مقطع فيديو ضمن الدعوات للإضراب قالت فيه: "ليس من الضروري أن ننزل إلى الشوارع، بسبب حساسية وتعقيدات الوضع في بلداننا، وليس ضروريا ألا نذهب إلى العمل، كل إمرأة ستعبر بالطريقة التي تراها مناسبة، لكن الجامع في هذا اليوم سيكون أن النساء سيتضامنّ مع بعضهم بشكل قلبي ووجداني".

 بدورها، تطرقت الناشطة النسوية سعاد سويلم إلى نماذج الإضراب النسوي في أمريكا الجنوبية وأفريقيا التي جرت احتجاجا على النظام الأبوي القاتل ورديفه الرأسمالي، ومؤسسات الشرطة والدولة المتواطئة في قتل النساء وتعنيفهن.

وقالت: "أظن أن نقل هذه المعركة للمنطقة الناطقة بالعربية سيكون له أثر كبير في كيف نرى العنف وكيف نشتبك معه وكيف نعمل على ردات فعل ثورية تتخطى ما تقدمه لنا الدولة الأبوية بأنه منتهى سدرة العدالة عبر حصرنا في مؤسساتها العقابية العنيفة والحد من نضالاتنا".

وتابعت: "لنقم الآن بالاشتباك مع هذه الدعوة لنقم بتثويرها وتعميمها والعمل عليها، ستكون المرة الأولى قد نواجه الكثير لأننا محاصرات لكنها لن تكون الأخيرة، ولنبدأ من هنا عملنا وتنظيمنا وحشدنا الثوري لتكن شرارة لإمكانيات ثورية لا حدود لها، ولتكن عدالتنا للشهيدات بديلة عن النظام الذي اغتالهن".