الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات
عرضت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بالشراكة مع مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، مساء أمس الثلاثاء، فيلم "الطنطورة"، الذي يوثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية الطنطورة المهجرة عام 1948.
ويتناول فيلم الطنطورة الذي عرض لأول مرة خلال مسابقة الأفلام الروائية لمهرجان صن دانس الدولى بالولايات المتحدة هذا العام، مذبحة قرية الطنطورة الواقعة على البحر المتوسط جنوب حيفا، والتي نفذها لواء الإسكندروني في 22 أيار 1948.
ويستعرض الفيلم ما توصل إليه الباحث الإسرائيلي تيدي كاتس في رسالة ماجستير قدمها لجامعة حيفا وثقت جريمة القتل الجماعي التي ارتكبتها إسرائيل في القرية المهجرة.
وقال كاتس في حينها إن المذبحة ارتكبتها قوات لواء "إسكندروني" في جيش الاحتلال، واستند في عمله إلى 140 ساعة من المقابلات المسجلة مع 135 شاهدا من اليهود والعرب على الحدث.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن الأطروحة مرت دون أن يلاحظها أحد حتى نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية النتائج التي توصلت إليها في عام 2000.
وتابع التقرير: "خاض مقاتلو اللواء الإسرائيلي معركة ضد كاتس، وقاضوه بتهمة التشهير، وبدوره رفض القاضي المكلف بالقضية دون الاستماع إلى أشرطة كاتس، وتم الضغط على كاتس للتوقيع على خطاب تراجع يفيد بأن المذبحة لم تحدث، وألغت الجامعة شهادته.
وأضاف التقرير أن كاتس ندم على توقيع الرسالة وطلب مواصلة الدفاع عن نفسه، ووصل الطلب إلى المحكمة العليا التي رفضت النظر في القضية.
وبحسب التقرير، قال المخرج ألون شفارتز، لقد كانوا قادرين على خلق الخداع، الأخبار المزيفة، لأنه لم يستمع أحد إلى الأشرطة. إذا كانوا قد فعلوا ذلك، فلن يكون هناك شك في أذهان أي شخص أن شيئا فظيعا حدث في الطنطورة. كانت هناك عمليات قتل واسعة النطاق.
وأضاف أنه مقتنع بأن الجنود الإسرائيليين قتلوا ما بين 200-250 فلسطينيا من سكان الطنطورة في أعقاب معركة السيطرة على القرية المزدهرة والاستراتيجية على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب حيفا.
ووفقا للتقرير فإن المشاهد المعروضة في الفيلم الوثائقي مدعومة بوثائق تم الحصول عليها من أرشيف جيش الاحتلال والخرائط الجوية التاريخية التي تم تحليلها من قبل الخبراء، بما في ذلك أشخاص عملوا في الجيش الذين قال شفارتز إنهم يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم.
وأجرى شفارتز أيضا مقابلات مع كاتس والمؤرخ الجديد إيلان بابي، بالإضافة إلى قدامى المحاربين الذين تخطوا عمر التسعين والذين كانوا في الطنطورة واعترفوا بارتكاب جرائم القتل.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تعقيبا على الفيلم: "إن الحقائق التي وردت في فيلم "الطنطورة" تؤكد مصداقية الرواية الفلسطينية بشأن المجازر الإسرائيلية المرتكبة بحق مواطنيه عام 1948 وما تلاه".
وأضاف عباس أن "هذه الحقائق التي ظهرت في الفيلم تدحض مجددا الرواية الإسرائيلية التي أنكرت لسنوات طويلة ارتكاب هذه المجازر وعملت على طمس معالمها".
وأكد أهمية هذه الشهادات الحية كونها وردت على ألسن من ارتكب هذه المجزرة، مشيدا بشجاعة من بحث عن الحقيقة وأظهرها للعالم.
مجزرة الطنطورة
وقعت مجزرة الطنطورة ليلة 22-23 أيار 1948، وفي 9 أيار من العام ذاته، عقد اجتماع بين ضباط الاستخبارات المحليين في الهاغاناه وبين خبراء بالشؤون العربية، لتقرير مصير الطنطورة وبضع قرى أخرى. ووفق ما ذكر المؤرخ الإسرائيلي بني موريس اتخذ القرار بطرد السكان أو إخضاعهم. ويؤكد "تاريخ حرب الاستقلال" أن القرار نفذ في الطنطورة بعد أسبوعين، ليل 22-23 أيار إذا هاجمت الكتيبة الثالثة والثلاثون في الهاغاناه (الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندروني) القرية، التي سقطت بعد معركة قصيرة ذلك بأن القرية.
وكتب موريس: كان من الواضح أن قادة لواء ألكسندروني أرادوا القرية خالية من سكانها وأن بعض هؤلاء السكان على الأقل طرد.
وجاء في بلاغ عسكري إسرائيلي، صدر في 23 أيار 1948 أن مئات من العرب وقعوا في أيدينا، فضلا عن كميات كبيرة من الغنائم. وقد أورد مراسل الصحيفة ادعاء الهاغاناه المستبعد وهو أن القرية كانت نقطة تهريب للمتطوعين المصريين القادمين الى فلسطين بحرا.