الحدث الثقافي
أطلقت الفنانة التشكيلة فيرا تماري مؤخرا كتابا بعنوان "العودة المتخيلة"، والذي توثق من خلال النقوش الطينية والصور الفوتوغرافية العائلية والنصوص قصصا شخصية لعائلتها من يافا والقدس منذ مطلع القرن العشرين حتى النكبة عام 1948.
وأوضح الكاتب رجا شحادة في تقديمه للكتاب أنه يعالج بشكل فني مغاير ومميز الحياة العائلية في يافا وغيرها من بلدان فلسطين ما قبل النكبة، فتماري دمجت في العديد من مشاريعها الفنية سابقا، كما في هذا الكتاب، ما بين تسليط الضوء على حياتها العائلية وما بين الحديث عن الموروث الفلسطيني، لافتاً إلى أنها عمدت في كتابها هذا إلى رواية قصة تلك الشخصيات في الصور العائلية التي جمعتها، مركزة على الشخصيات ذات السمات الأكثر شمولية.
وقالت الفنانة في مقدمة الكتاب إنها طوال العملية الفنية في إنتاج سلسلة من اللوحات العائلية، انتابها شعور بأن الشخصيات في هذه اللوحات تحتاج إلى من يروي قصتها، كما أرادت للشخصيات أن تحمل سمات أكثر شمولية، وكان والد فيرا فائق تماري، يهوى التصوير وقد جمع المئات من الصور حول موضوعات متنوعة ومن خلال تمحص هذه الصور انطلق العنان لخيال فيرا وبدأت بالتعبير عما جال في خاطرها بالكتابة.
أما عن فكرة الكتاب وبداية العمل عليه فتعود إلى العام 1989، وفقا للكاتبة، حيث كانت تنتج لوحات فخارية مستوحاة من صور عائلتها في يافا، ومن وحي هذه الصور كتبت، وقتذاك، قصتين غير مكتملتين، وكأنهما نوبات شعورية إزاء الشخوص التي تسكن هذه الصور، قبل أن يتجمد المشروع لسنوات طويلة، حتى تقاعدت، وأجبرها كما غيرها، فيروس "كورونا" وتداعياته، على التزام المنزل، في زمن الحجْر الصحي، ما واصل الهاجس لديها، طوال الوقت، بضرورة إتمام مشروعها الكتابي الذي بدأته في ذلك العام، مشيرة إلى أنها قدمت العام الماضي لمنحة مؤسسة "آفاق"، وحصلت عليها لاستكمال مشروع كتابها هذا، الذي عبّرت عن سعادتها بإطلاقه من المتحف الذي ساهمت في تأسيسه العام 2005".
ويجمع الكتاب بين نوعين من الفن، المرئي والكتابة، وهذا ما يميزه ويجعله عملا فنيا متكاملا، وفقا لشحادة.
ويتألف الكتاب من عشرة فصول: "النزوح القاسي"، و"الأب وأصدقاؤه المخلصون في يافا"، و"نزهة في الخليل"، و"في الشرفة"، و"أحلام غير محققة"، و"امرأة عند الباب"، و"من هو إيرنست؟"، و"العطلة غير العادية"، و"لعبة البطاقة الصينية لامرأتين من يافا"، و"الترحيل".